وتغلب الهلاليون على طرق القوافل، فلا يجتازها غيرهم الا بخفارة احدهم. فوقفت حركة البربر التجارية من هذه الناحية ولكن الهلاليين قاموا بها أحسن قيام ووسعوا نطاق التجارة بين التل والصحراء.
ولم يحافظ عللى حياة الظعن من الهلاليين الا القبائل القوية واحلافها. اما من ضعف منهم فكانوا ينزلون المدن والقرى البربرية.
أو يحدثون لانفسهم قرى بالزاب والصحراء. ويشتغلون بالفلاحة ويستبدلون بالشاة البقر.
وكانت زناتة وبعض البربر على مثل هذه الحياة البدوية من قبل مجيئء الهلاليين. لانها حياة ناشئة عن طبيعة الوطن لا دخل للنسب فيها. ولتشابه الحياتين تأثر الهلاليون بزناتة في بعض عوائدهم.
قال ابن خلدون متحدثا عن العرب:
" شعارهم لبس الخيط في الغالب. ولبس العمائم تيجانا على رؤسهم. يرسلون من أطررافها عذبات يتلثم قوم منهم بفضلها. وهم عرب المشرق. وقوم يلفون منها الليت والاخدع قبل لبسها. ثم يتلثمون بما تحت اذقانهم من فضلها. وهم عرب المغرب. حاكوا بها عمائم زناتة من أمم البربر قبلهم. وكذلك لقنوا منهم في حمل السلاح اعتقال الرماح الخطية. وهجروا تنكب القسي. وكان المعروف لاولهم ومن بالمشرق لهذا العهد منهم استعمال الأمرين .. "، " فهذه كلها شعائرهم وسماتهم. وأغلبها عليهم اتخاذ الابل والقيام على نتاجها وطلب الانتجاع بها لارتياد مراعيها ومفاحص توليدها، بما كان معاشهم منها. فالعرب أهل هذا الشعار من أجيال الآدميين، كما أن الشاوية أهل القيام على الشاة والبقر، لما كان معاشهم فيها. فلهذا لا يختصون بنسب واحد بعينه الا بالعرض.