وانا اختار رسمها قافا اذ هي مثل القاف البدوية مخرجا.
وكانت أخلاق الهلاليين هي أخلاق الجاهلية بما فيها من حسنات وسيئات كالجود والشجاعة وعزة النفس واباية الضيم وحفط العهد وحسن الجوار والاعتراف بالجميل والتمدح بالغارة وبغض الصنائع والحرف.
ومعارفهم هي معارف الجاهلية من عناية بالانساب وكل ما يتصل بحياتهم البدوية، وليس لهم من الاسلام بعد الشهادتين كبير علم أو عمل. وقد تأثروا من هذه الناحية بالبربر، فنبذ القاطنون بالنواحي الخصبة حياة الغارة والفتن. وحيي فيهم الشعور الديني. وظهر منهم من دعا الى السنة. ورابطوا في الثغور لحمايتها من النرمان، ولم يعرف عنهم اعانة الكافر أو الاستعانة به حتى كان بنو زيان أواخر أيامهم يستعينون بعضهم على بعض لنيل الملك بالاسبان النازلين بوهران. فجروا معهم أحلافهم من عامر وزغبة القاطنين بنواحي وهران، فاصبحوا من بعد جندا لنصارى الاسبان.
وللقبائل الهلالية مناطق تتقلب فيها ظعنا واقامة. ولكل رئيس منها يلقب أميرا أو شيخا أو سيدا. والغالب أن يكون معه من قبيلته رئيس تابع له يلقب رديفا. وقلما تخرج رئاسة القبيلة من بيت الى آخر. وللرئيس صفات يمتاز بها من كبر سن ورجاحة عقل وفصاحة لسان وفضل جود. وليس للحكومة عزله الا ان تكون قبيلته ضعيفه.
وكثيرا ما تكون الحروب بين الهلاليين اما بين قبيلتين متجاورتين لاسباب أهمها التنازع على وسائل الحياة ولا سيما بالصحراء: واما