٤ - المقتنيات: واما الآثار التي جلبوها للاقتناء من غير ان يكون لهم فيها عمل فمنها اصداف كثيرة برية وبحرية. عثر عليها بجهات وهران والجزائر وسعيدة وعين مليلة ونواح اخرى. وهذه الاصداف يتخذونها للزينة. ومنها عظام حيوانات وحشية وانسية منها فرس الماء والكركدن ونوع من الفيلة عظيم انقطع نسله منذ قرون عديدة، عثر على عظام هذه الحيوانات قرب معسكر تحت كثيب رمل ارتفاعه ستون ذراعا. ومن تلك الحيوانات الوعل، الغزال، الخنزير، الحمار، البقر، الضان، العنز، عثر على عظامها بجهات وهران والجزائر وسعيدة وعين مليلة، ومنها بيض النعام، ءثر على شيء كثير منه بجهات متعددة. وهو مما يتزينون به.
هذه الآثار منها ما هو محلي محض غير مجلوب من وطن آخر ولا مشابه لآثار الامم الاخرى. ومنها ما يشبه مصنوعات قدماء المصريين خاصة، ومنها ما له شبه بآثار قدماء مصر وأروبا الغربية. فان الآلات الحجرية متشابهة في هذه الاوطان. ووجد بمغارات في نواحي وهران اوانٍ من الفخار وحجر الصوان والعظم شبيهة بما وجد في مغارات بجبل طارق. وبناء القبور بالاحجار موجود بغرب أروبا. والطريقة الاولى في دفن الاموات موجودة بصقيلية ايضا. واكثر آثار قدماء الجزائر شبيهة بآثار قدماء مصر.
ان المشابهة بين آثار أفريقية وآثار أروبا الغربية دليل لصحة رواية ابن خلدون- وان لم يجزم هو بصحتها- بأن سكان هذه الاوطان من أصل واحد. ثم في كثرة مشابهة آثار أفريقية لآثار مصر دليل على ان أبناء قطوبال دخلوا أفريقية من ناحية مصر. ثم في مشابهة آثار أفريقية بعضها لآثار صقلية وبعضها لآثار جبل طارق دليل على أن هذه الأمة دخلت أروبا من تينك الجهتين.