للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين غليزان، قال ابن خلدون: "ومن مكناسة أوزاع في القبائل لهذا العهد مفرقون في نواحي افريقية والمغرب الاوسط" اهـ.

٨ - مصمودة. ذكر البكري منهم امة حول بونة، وموطنهم بالمغرب الاقصى في جبل درن تجاورهم صنهاجة اللثامية جنوبا الى بلاد السوس. وبطونهم هنالك كثيرة لا تحصى منها هرغة وهنتاتة تينملل وقنفيسة وقدميرة ودكالة وهسكورة.

قال ابن خلدون: "يسير الراكب في جبل درن معترضا من تامسنا وسواحل مراكش الى بلاد السوس ودرعة من القبلة، ثماني مراحل وازيد، تفجرت فيها الانهار وجلل الارض خمر الشعراء، وتكاثفت بينها ظلال الادواح وزكت مواد الزرع والضرع. وانفسحت مسارح الحيوان ومراتع الصيد. وطابت منابت الشجر، ودرت افاويق الجباية " اهـ.

وقال صاحب المعجب: "ومصمودة مطبوعون على سفك الدماء شاهدت من ذلك ايام كوني بسوس ما قضيت به العجب " اهـ.

وكان منهم قبل الاسلام امراء، وأسلموا لاول الفتح، ولهم مع جيرانهم اللثمين حروب وفتن، ولم يزالوا في حدود وطنهم حتى ظهرت دولة الموحدين وفازت منهم هنتاتة بحظ عظيم من الملك على يد ابنائها الحفصيين، فتفرقوا لذلك في ممالكهم. ومنهم أولاد نعمون الذين لم يزل عقبهم بقسنطينة.

ولم تكن مصمودة لتستغل ما وهبها الله من كثرة عدد وخصب موطن ومناعة موقع لولا ان قيض الله لها من ابنائها محمد بن تومرت.

ذلك الرجل الذي كلما أمعن المفكر النظر في حياته ازداد ايمانا بالطفرة واستيقن ان من يبني حياة امته على قاعدتها هو العظيم الخارق للعادة وان من يبني حياة الامم على قاعد التدرج وفاقا لمبدأ النشوء والارتقاء فانما هو من العظماء العاديين.

<<  <  ج: ص:  >  >>