وله من أخرى
على عين السلام سلام صب ... غذاة ماؤها العذب النمير
تأود أيكها وجرت صباها ... وشم لها كما فتق العبير
وابرد ما يكون الجو فيها ... واندى حين يحتدم الهجير
وما ادري ايجري فوق در ... أم ابتسمت بمنبعها الثغور
وقد قام المنار على ذراها ... كما قام العروس او الامير
بناء يزدرى ايران كسرى ... لديه والخورنق والسدير
وقد ذكر المقري في نفح الطيب قصيدة لعبد الجبار بن حمديس الشاعر الصقلي يصف بها دارا بناها الملك المنصور ببجاية، ولدقة وصفها
وحسن تصويرها للحضارة الحمادية نوردها على طولها، قال:
أعمر بقصر الملك ناديك الذي ... اضحى بجدك بيته معمورا
قصر لو أنك قدكحلت بنوره ... أعمى لعاد الى المقام بصيرا
واشتق من معنى الجنان نسيمه ... فيكاد يحدث بالعظام نشورا
نسي الصبيح مع الفصيح بذكره ... وسما ففاق خورنقا وسديرا
لو ان بالايوان قوبل حسنه ... ما كان شيئا عنده مذكورا
اعيت مصانعه على الفرس الالى ... رفعوا البناء واحكوا التدبيرا
ومضت على الروم الدهور وما بنوا ... لملوكهم بها له ونظيرا
أذكرتنا الفردوس حين اريتنا ... غرفا رفعت بناءها وقصورا
فالمحسنون تزيدوا اعمالهم ... ورجوا بذلك جنة وحريرا
والمذنبون هدوا الصراط وكفرت ... حسناتهم لذنوبهم تكفيرا
فلك من الافلاك الا انه ... حقر البدور فاطلع المنصورا
ابصرته فرأيت ابدع منظر ... ثم انثنيت بناظري محسورا
فظننت اني حالم في جنة ... لما رأيت الملك فيهاكبيرا
واذا الولائد فتحت ابوابه ... جعلت ترحب بالعفاة صريرا