الممالك الغربية المجاورة للموحدين. وصرف عساكره الى الناحية الشرقية حيث ممالك بني باديس الذين اشتد ضعفهم. فانتصر هنالك عدة انتصارات زادت يحي بن العزيز غرورا بصدق خدمته، وانما صدق ابن حمدون في خدمة عبد المؤمن، فضرب دولتي صنهاجة احداهما بالاخرى توطئة لاستيلاء عبد المؤمن عليهما.
وفي سنة ٤٦ عزم عبد المؤمن على فتح بجاية. فخرج من مراكش إلى سبتة موهما انه يريد الاندلس. واوقف حركات القوافل. وجعل امناء على الطرق لئلا يسلكها احد. وغرضه كف الاخبار عن يحي ابن العزيز حتى لا يستعد له، ثم اظهر العود الى مراكش. وسلك طرقا غير معتادة. ومنع من السؤال عن وجهته. فنادى مناديه:"ايها الناس من تكلم منكم بما معناه الى اين هذا السفر فجزاؤه السيف! ".
وأخذ عبد المؤمن السير. فمكث بتلمسان يوما واحدا. وخرج.
فملك لمدية. وبلغ الجزائر على حين غفلة. فاحتلها من غير مقاومة.
وفر عاملها القائد بن العزيز الى اخيه يحي فاخبره خبر عبد المؤمن.
ولم يكن له به علم. وكان بالجزائر الحسن بن علي آخر ملوك آل باديس. فسر بعبد المؤمن. فترك الجزائر تحت نظره. وسار من الغد بالجيوش الى بجاية.
جهز يحي الجيوش لنظر أخيه سبع وخائن دولته ميمون بن حمدون فلما التقوا بمقدمة الموحمدين انهزموا من غير قتال. واستأمن بنو حمدون للموحدين وفتح لهم باب بجاية ابو عبد الله بن ميمون.
فدخلوها في ذي القعدة سنة ٤٧.
تفرقت جيوش يحي برا وبحرا. وركب هو البحر يريد صقلية كي يتوجه منها الى بغداد حيث خلفاؤه العباسيون. ونزل ببونة على