أخيه الحارث فنكر عليه تسليمه العاصمة واساء مقابلته. فعدل الى قسنطينة. فنزل له عنها أخره الحسن واحسن مقابلته.
ولحق عبد المؤمن ببجاية بعد يومين من فتحها فاجتمعت خلائق من صنهاجة لحربه. وقدموا عليهم ابا قصبة من بني زلدوي، وانضاف اليههم خلق كثير من كتامة ولواتة وغيرهم. ولقيهم جيوش الموحدين في عرض الجبل شرقي بجاية. فهزموا ابا قصبة وقتلوا كثيرا من أصحابه. ثم توجهوا الى القلعة. فدخلوها عنوة وقتلوا عاملها جوشن بن العزيز وثمانية عشر الفا من أهلها. وغنموا خيراتها.
وتفرقت السرايا في الجهات. فحاصروا قسنطينة حتى نزل يحي على الامان وبايع لعبد المؤمن.
هنالك ركب الحرث صاحب بونة إلى صقلية مستصرخا بالنرمان واجتمع العرب لدفاع عبد المؤمن. فاوقع بهم الموحدون نواحي سطيف في صفر سنة ٤٨ وقيعة شنعاء وجاء الحارث باسطول النرمان تحت قيادة فيليب المهدوي فحاصر بونة واعانه العرب على فتحها. فدخلها فيليب في رجب وسبى أهلها وملك ما فيها. واغضى عن طائفة من العلماء والصلحاء. فتركهم نجوا باهليهم واموالهم الى القرى. وبعد عشرة ايام سلم أمرها للحرث وركب هو الى المهدية فصقلية. فأفتى الاساقفة والقسوس والرهبان باحراقه لرفقه باولئك العلماء والصلحاء، فاحرق في رمضان وهكذا تطبق رحمة المسيحيين!
بقي الحرث ببونة حتى استولى عليها الموحدون سنة ٥٥١ فقتلوه صبرا وانقرض ملك بني حماد. وبقيتهم بوادي بجاية، قال ابن خلدون:"وهم في هذا العهد في عداد الجند. ولهم اقطاع على ذلك بنواحي البلد".
تأسست الدولة الحمادية سنة ٤٠٥ وسقطت سنة ٥٤٧٧ فكانت مدتها ١٤٢ سقطت وهي أقوى ما يكون كما يموت المرء وهو في