وأكثر قتالهم رجالة صفوفا، بايدي الصف الاول القنا الطوال للمداعسة والطعان. وما يليه من الصفوف بايدهم المزاريق. يحمل الواحد منهم عدة. يزرقها فلا يكاد يخطيء ولا يشوي. ولهم رجل قدموه أمام الصف بيده الراية. فهم يقفون ما وقفت منتصبة. وان أمالها الى الارض جلسوا جميعا فكانوا أثبت من الهضاب " اهـ.
وفي سنة ٦٤ عزز يوسف جيشه باشتراء جملة من العبيد السودان. بلغوا نحو الفين فاركبهم فرسانا وبعث الى الاندلس في شراء العلوج فانتهى عنده منهم خمسون ومائتا فارس، ثم استعمل ابنه علي جيشا من الروم وأركبهم وقدمهم على جباية المغارم. قال صاحب الحلل الموشية: "وعلي بن يوسف اول من استعمل الروم بالمغرب " اهـ.
وكانت مالية الدولة تجمع من الجبايات الشرعية زكاة وجزية واخماس غنائم قال ابن ابي زرع: "ولم يجر في عمل المرابطين طول أيامهم رسم مكس ولا معونة ولا خراج لا في بادية ولا في حاضرة " اهـ. وقال ايضا: "جبى يوسف بن تاشفين من المال على وجهه ما لم يجبه أحد قبله. فيقال انهم وجدوا في بيت المال بعد وفاته ثلاثة عشر ألف ربع من الورق وخمسة آلاف واربعين ربعا من دنانير الذهب المطبوعة " اهـ.
وهذا شاهد بثروة الامة واقتصاد الامراء، وقد اتفقت كلمة المؤرخين على وصف حكومة المرابطين بالعدل وإقامة الأمن، قال ابن ابي زرع:
"وكانت أيامهم ايام دعة ورفاهية ورخاء متصل وعافية وأمن، بيع القمح ايامهم اربعة اوسق بنصف مثقال، والثمار ثمانية اوسق بنصف مثقال، والقطاني لا تباع ولا تشترى، كان ذلك مصطحبا