الطوائف استدعاء يوسف الى الاندلس برسم الجهاد. فلامه بقية ملوك الاندلس وحذروه عاقبة مجيئه. ولكنه كان يتحقق عجزهم عن مدافعة الافرنج والجلالقة (الصبنيول) فأجابهم بكلمته الخالدة:
" رعي الجمال خير من رعي الخنازير". وقبله قال صفوان بن امية يوم حنين:"لان يربني رجل من قريش خير من ان يربني رجل من هوازن". وما زال ابن عباد بابن تاشفين حتى لبى دعوته سنة ٧٩ وكانت وقعة الزلاقة المشهورة. ثم كانت بعدها نكبته لابن عباد وسجنه باغمات حتى مات.
وكان يوسف جاهلا بالعربية لا يكلم الا بترجمان، سخيا شجاعا سياسيا حازما عادلا زاهدا لباسه الصوف وأكله الشعير ولحوم الابل وألبانها وكان أسمر نحيفا معتدل القامة اكحل العينين أقنى الانف مقرون الحاجبين جعد الشعر له وفرة الى شحمة أذنيه وعاش ماية سنة. ولد بالصحراء سنة ٤٠٠ وتوفي بمراكش غرة محرم سنة ٥٠٠.
وخلفه ابنه علي. وله أخوة بعضهم أكبر منه. فسلموا له الامر لان أباهم عهد به اليه سنة ٩٦ وسار بسيرة أبيه في جميع أموره.
وكان بالزهاد والعباد أشبه منه بالامراء. ومن هنات أبيه حبسه لابن عباد وقسوته عليه، ومن هناته هو حرقه لكتاب الاحياء للغزالي لما أفتى له العلماء بذلك. وقد كان عليه أن يكلفهم بنقضه والرد عليه.
وأم علي رومية. فكان ابيض مشربا بحمرة تام القد اسيل الوجه أفلج اقني اكحل العينين سبط الشعر. ولد بسبتة سنة ٤٧٧ وتوفي سنة ٥٣٧.
وخلفه ابنه تاشفين. وكان واليا بالاندلس. وله في الجهاد هنالك مقامات محمودة. ثم ظهر الموحدون فاستدعاه ابوه سنة ٣٢ ثم عهد اليه بالامر بعده. وقضى جميع مدته في محاربة الموحدين حتى