وزاد فيهم ابو يعقوب وابو يوسف فكثروا. وانتشر من نسلهم في تلك المواضع خلق كثير. وعددهم الآن وهو سنة ٦٢١ نحو خمسة آلاف فارس سوى الرجالة. وهم من زغبة ورياح وجشم وغيرهم" اهـ.
وفي سنة ٧٧ وفد على يوسف بمراكش أمير رياح أبو سرحان مسعود بن سلطان في جيش عظيم من وجوه قومه برسم الخدمة.
وظهر ببعض نواحي افريقية مفسدون من العرب. فخرج اليهم والي تونس السيد أبو موسى بن عبد المؤمن في الجند وأولياء الدولة من العرب وغيرهم. فانهزم جيشه. وأسره العرب. وتفاوض معه أبو يعقوب أمير المؤمنين في فدائه. فتقرر الفداء بستة وثلاثين ألف مثقال.
ورأى أبو يعقوب ان هذا المال مما يقويهم على فسادهم. فضربوا لهم دنانير من الصفر مموهة. وخرج أبو موسى من أسرهم. وتوجه الى مراكش. فلما كان ببجاية دخلها ابن غانية وأسره أيضا.
ولما كانت ثورة ابن غانية إنضم اليها جشم ورياح وجمهور الاثبج. وانحازت زغبة الى الموحدين. ودافعت ابن غانية عن المغرب الاوسط، فاقطع الموحدون بني يزيد منهم أرض حمزة. واستظهروا بهم على صنهاجة وزواوة. ثم دفعوهم لاقتضاء جباية تلك النواحي.
ولما خرج المنصور الى افريقية راجعت طاعته جشم ورياح وبعض القبائل. فنقل منهم الى المغرب قبائل رياح وجشم وقرة والعاصم ومقدم. وبقيت احياء من رياح أميرهم عساكر ابن سلطان الذوادي لما بلاه المنصور من حسن طاعتهم.
وحوالي سنة ٩٠ فر من المغرب أمير رياح مسعود ابن سلطان الذوادي الملقب بالبلط لشدته وصلابته. ولحق بافريقية. واجتمع