فحجرهم بالصحراء وأذلهم بالمغرم والعساكرة في جنده. واستمروا على ضعفهم المالي والسياسي مدة عظمة دولة تلمسان.
وكانت بين قبائل زناتة حروب خاضت زغبة غمارها توسلا الى دخول التل، فلما تمكن الضعف من بني عبد الواد ايام ابي حمو الثاني نزل ابو زيان ابن جبل تيطري سنة ٧٦٧ وقام بدعوته حصين وسويد وبعض بني عامر، وكاد يتغلب على تلمسان ودامت ثورته نحو اثنتي عشرة سنة توالت فيها على ابي حمو الهزائم وتغلبت زغبة على كثير من التلول، ولم تنجل هذه الغمرة عن ابي حمو الا باقطاعه زغبة كل ما تغلب ضعليه أعداؤه منها او طمع فيه أولياؤه.
تقوت زغبة بهذه الاقطاعات ووضعت عنها ذل المغرم وجبت من في أراضيها من البربر وحرمت عروة لضعفها من الاقطاع، وقعدت حصين واكثر بني يزيد عن الضعن.
ولزغبة حروب مع جيرانها فكانت بين بني يزيد والذواودة حروب وتغلبت الذواودة على الدهوس. فاستنجد بنو يزيد بعامر وهم يومئذ جوبهم فانجدوهم، وأخرجوا رياحا عنهم. ففرض لهم أبو بكر بن زغلي رئيس بني يزيد على قومه الف غرارة من الحبوب يأخذونها كل سنة وعرفت هذه الضريبة بالغرارة وكانت حروب ايضا بين عروة وجيرانهم من العمور ومسلم وسعيد، وبين سويد وبني عامر مع جيرانهم من المعقل وكانت فتن بين بطون زغبة المتجاورين.
وتنقلت رئاسة بني يزيد في كثير من بطونهم ثم استقرت في بني زغلي. فوليهم زيان بن زغلي ثم أخوه ديفل ثم أخوهما ابو بكر ثم ابناء ساسي فمعتوق ثم موسى بن ابي الفضل بن زغلي كان ايام ابي الحسن المريني، ثم أخوه أحمد ثم اخوهما علي ثم ابو الليل بن موسى وتوفي سنة ٧٩١ فخلفه ابنه.