من مجاهدي زناتة يرأسه بنو عبد الحق من مرين. فربما تحكمت في دولة فاس. بما لديها من القرابة المرشحين للملك.
واقتفت الحكومة آثار الدول قبلها في النظم الادارية والقضائية والمالية والحربية. وأيامها ظهر البارود. واستعمله يعقوب بن عبد الحق في حصار سجلماسة سنة ٦٧٢ وصنع لابنه يوسف في حصاره تلمسان سنة ٦٩٧ قوسا عظيمة بعيدة النزع توقر على احد عشر بغلا.
سموها قوس الزيار.
ولم يزل ملوك هذه الدولة عظاما حتى هلك ابو عنان منهم.
فاختلفت حال من بعده قوة وضعفا. وربما تغلب على الامر الوزراء، وقدموا الملك الصبيان صورة. وربما استقل عن صاحب فاس بعض منازعيه بسجلماسة ومراكش، فاختلت الاحوال واعتلت الدولة حتى افضى الامر الى عبد الحق بن ابي سعيد عثمان فاقصى عن الحكومة بني وطاس. وولى رئاسة دولته هارون اليهودي وساء أثره في المسلمين فثاروا به وبسلطانه، وقتلوهما سنة ٨٦٩ (١٤٦٥ م) وبايعوا محمد بن علي الادريسي، فانقرضت بذلك دولة بني عبد الحق، واومض برق الخلافة الادريسية، لكنه كان خلبا. فان محمدا الشيخ الوطاسي استولى على فاس سنة ٨٧٦ وأعاد اليها ملك بني مرين. فلم يزل الامر للوطاسيين الى أن تغلب على فاس محمد الشيخ السعدي سنة ٩٦١) ١٥٥٤ م) فانقرضت دولة مرين. وخلفتها دولة السعديين.
ولو دامت الدولات كانوا كغيرهم ... رعايا .. ولكن ما لهن دوام