وقد كانت توجين مشاقة لبني عبد الواد. فاخذت بالدعوة الحفصية، وعقد ابو زكرياء الاول عليها سنة ٦٤٠ لعظيمها عبد القوي ابن العباس من بني منكوش وربما نسب في آل البيت، وسلك بها سبيل العباس بن منديل.
وامتنعت توجين على آل زيان مدة عبد القوي وابنه ابي زيان محمد. فنازلوها مرارا من غير طائل، ووالى عبد القوي يغمراسن آخر حياته، ومات سنة ٦٤٧ فخلفه ابنه محمد، وعظم سلطانه، وولى بلمدية حسن بن يعقوب بن عزيز من توجين وبوانشريس أخاه شريطا وبرهيو علي بن عشيرة، وبتاوغزوت سلامة بن علي شيخ بني يدللتن، وقدم على بني يرناتن شيخهم ابن اخته نصر بن مهيب بن نصر بن علي، ووفد على المستنصر الحفصي بالمسيلة سنة ٦٦٦ ثم ذهب لاعانته على دفاع لويس التاسع، وأعان يعقوب بن عبد الحق على حصار تلمسان والعيث في ساحتها سنتي ٧٠ - ٨٠ واستفاد من هذين السلطانين أموالا جمة، وسعدت به توجين حتى مات سنة ٦٨٤.
وخلفه ابنه سيد الناس. وكان دونه قيمة، فاختلفت عليه توجين، وضرب عثمان الاول من آل زيان بين رؤسائها، فقتل بنو عبد القوي بعضهم بعضا. واستبد بنو نصر بن مهيب برئاسة قومهم يرناتن وأولاد عزيز بلمدية واولاد سلامة برئاسة قومهم يدللتن.
وبهذا الخلاف اوجدوا السبيل عليهم لعثمان الاول فملك وانشريس سنة ٨٧ ولمدية سنة ٨٨ وكرر غاراته على محاولي الثورة منهم. وقتل شيخ يدللتن يغمراسن بن سلامة سنة ٩٨ فبايعه أخوه محمد، وحوصرت تلمسان الحصار الطويل فلم تسع توجين في توحيد كلمتها بل ازدادت تفرقا وأمكن شيخ بني تيغرين يحي بن عطية مرين من وانشريس. فملكته سنة ٧٠٣ بعد حروب.