دار الملك ودار السرور وابو فهر. ولعله ضاهى بابي فهره ابا فهر المستنصر الحفصي بتونس. ومن آثاره الصهريج الاعظم لم يزل الى اليوم قائما. ومنها بناء مدرسة جليلة عديمة النظير ازاء الجامع الاعظم. ولم يترك شيئا مما اختص به قصره الا وضع مثله بها.
قال احمد المقري في نفح الطيب:" رأيت مكتوبا على دائرة مجرى الماء بمدرسة تلمسان التي بناها أمير المسلمين ابن تاشفين الزياني (صوابه ابو تاشفين) وهي من بدائعه الدنيا- هذه الابيات:
انظر بعينك بهجتي وسناءي ... وبديع اتقاني وحسن بناءي
وبديع شكلي واعتبر فيما ترى ... من نشاتي بل من تدفق ماءي
جسم لطيف ذائب سيلانه ... صاف كذوب الفضة البيضاء
قد حف بي أزهار وشي نمقت ... فغدت كمثل الروض غب سماء
ومن آثاره احاطة الجزائر بسور عظيم وانشاء قصبة سيدي
رمضان جوار الجامع المعروف اليوم بجامع سيدي رمضان وتوسيع الجامع الاعظم وبناء منارته، وبالجامع اليوم رخامة فيها ان بناء المنارة شرع فيه يوم الاحد ١٧ ذي القعدة سنة ٧٢٢ وتم غرة رجب سنة ٧٢٣ اما الجامع الاعمظ فأسس ايام الحماديين، ومن الغلط ما يشاع من ان مؤسسه يوسف بن تاشفين او ابنه علي، فان المرابطين لم يملكوا مدينة الجزائر، قال التنسي: " وكانت له شجرة من فضة على أغصانها اصناف الطيور واعلاها صقر. ينفخ في أصلها. فتصوت الطيور بصوت اشباهها. ثم يبلغ الريح الصقر. فيصوت. فتنقطع أصوات الطيور كلها " اهـ.
وابتنى ابو حمو الثاني بناءات جميلة غير ان ايامه كانت حربية أكثر منها سلمية. قال يحي بن خلدون: " فكانت دار الصنعة السعيدة