للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "وهذا عندنا باطل، بل الواجب أن ما دل على العموم في الذوات مثلًا، يكون دالًّا على ثبوت الحكم في كل ذات تناولها اللفظ، ولا يخرج عنها ذات إلا بدليل يخصها، فمن أخرج شيئًا من تلك الذوات فقد خالف مقتضى العموم، مثال ذلك، إذا قال من دخل داري فأعطه درهمًا، فتقتضي الصيغة العموم في كل ذات صدق عليها أنها الداخلة، فإذا قال قائل: هو مطلق في الأزمان فأعمل به في الذوات الداخلة الدار في أول النهار مثلًا، ولا أعمل به في غير ذلك الوقت، لأنه مطلق في الزمان، وقد عملت به مرة فلا يلزم أن أعمل به أخرى، لعدم عموم المطلق".

"قلنا: لما دلت الصيغة على العموم في كل ذات دخلت الدار، ومن جملتها الذوات الداخلة في آخر النهار فإذا أخرجت بعض تلك الذوات فقد أخرجت ما دلت الصيغة على دخوله وهي كل ذات.

وقول (١) أبي أيوب الأنصاري (٢): "فقدمنا الشام فوجدنا


(١) متفق عليه، ونصه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا) قال أبو أيوب: فقدمنا الشام ... الحديث.
انظر: البخاري في كتاب الصلاة، باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق برقم: (٣٩٤).
ومسلم في كتاب الطهارة، باب الاستطابة برقم: (٢٦٤).
(٢) هو: الصحابي الجليل خالد بن زيد بن كليب الخزرجي المدني، من السابقين إلى الإسلام، شهد بيعة العقبة وجميع المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم مهاجرًا، توفي بأرض الروم غازيًا سنة: (٥٢ هـ). وقيل غير ذلك.
انظر: الإصابة (٢/ ٨٩)، أسد الغابة (٢/ ٩٤)، الاستيعاب (٢/ ٤٢٤).