للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: "واو العطف" يخرج واو الاستئناف وغيرها من حروف العطف، كـ "الفاء" و"ثم"، لأنه إذا أتى بـ "الفاء" أو "ثم" فقد أفرد الأخيرة عما قبلها، فاختص بالاستثناء، وهكذا ذكره القاضي (١) في العدة وأبو الخطاب في التمهيد (٢) والآمدي (٣) وابن الحاجب (٤)، لكن قال أبو العباس (٥): "موجب ما ذكره أصحابنا وغيرهم أنه لا فرق بين العطف بالواو، وبالفاء، أو بثمّ على عموم كلامهم، وقد ذكروا في قوله: "أنت طالق ثم طالق إن دخلت الدار" وجهين.

قال القاضي (٦) في مقدمة المجرد: "الاستثناء إذا تعقب جملًا وصلح أن يعود إلى كل واحد منها لو انفرد فإنه يعود إلى جميعها فيرفعه، وكذلك الشرط والمشيئة مثل آية القذف، نصَّ عليه أحمد في طاعة الرسول".

قوله (٧): مسألة: مثل: "بني تميم وربيعة أكرمهم إلا الطوال" للجميع جعله في التمهيد أصلًا للمسألة قبلها.

قال بعض أصحابنا: ولو قال: "أدخل بني هاشم ثم بني المطلب ثم سائر قريش وأكرمهم" فالضمير للجميع.


(١) انظر: العدة (٢/ ٦٨٠، ٦٨٣).
(٢) انظر: التمهيد (٢/ ٩٤).
(٣) انظر: الإحكام (٢/ ٣٢٣).
(٤) انظر: المنتهى ص (١٢٦).
(٥) انظر: المسودة ص (١٥٨).
(٦) انظر: المسودة ص (١٥٨).
(٧) انظر: المختصر في أصول الفقه ص (١٢٠).