للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَهُ قَلْبٌ} (١) وقوله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (٢) ونحوه من الآيات التي يضاف فيها العقل أو أثره إلى القلب، وقوله عليه الصلاة والسلام" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" (٣) والجسد يفسد بفساد العقل فدل على أنه في القلب.

والجواب عن هذه جملة وتفصيلًا:

أما الأول: فإن العقل والقلب مع اختلاف مكانهما من الإنسان متعاونان على صلاح البدن والنفس إذ نسبة العقل إلى القلب كنسبة ضوء الشمس ونحوها إلى العين، فكما لا إدراك للبصر بدون واسطة الضوء فلا إدراك للقلب ولا اهتداء بدون العقل، إذ نور العقل مشرف على القلب فبه يهتدي ويدرك ما يحتاج إليه، فلما كان بينهما هذا التعاضد كانا كالشيء الواحد المركب من جزئين فصح أن يتجوز بأحدهما (عن) (٤) الآخر ويضاف أحدهما إلى الآخر في مذهب العرب في تجوزهم عن


(١) سورة ق: (٣٧١).
(٢) سورة الحج: (٤٦).
(٣) هذه قطعة من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - أخرجه البخاري (٥٢) في كتاب الإيمان ومسلم في كتاب المساقاة وابن ماجة في كتاب الفتن (٣٩٨٤).
انظر: صحيح البخاري (١/ ١٢٦)، وصحيح مسلم بشرح النووي (١١/ ٢٩)، وسنن ابن ماجة (٢/ ١٣١٨).
(٤) ما بين المعكوفين مكرر في الأصل.