للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحديثه حسن وقد صححه جماعة (١)، وقال ابن حجر: صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر (٢).

وقد ضعفه آخرون: قال يحيى بن سعيد: سمعت هشام بن عروة يكذبه، وقال ابن معين: كان يحيى القطان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه، وقال عبد الله بن أحمد: لم يكن أبي يحتج بابن إسحاق في السنن، وقال النَّسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: لا يحتج به (٣)، وأما مالك رحمه الله تعالى فإنه نال منه بانزعاج؛ وذلك لأنه بلغه أنه يقول: اعرضوا علي علم مالك؛ فأنا بيطاره، فغضب مالك فقال: انظروا إلى دجال من الدجاجلة (٤).

وقد اتهمه بالكذب اثنان: هشام بن عروة ومالك، ومن اتهمه غيرهم فالظاهر أنه ينقل اتهام هشام ومالك وإن لم يصرح بذلك، يقول ابن حجر: فأما وهيب والقطان فقلَّدا فيه هشام بن عروة ومالكاً، وأمّا سليمان التيمي فلم يتبين لي لأي شيء تكلم فيه، والظاهر أنه لأمرٍ غير الحديث؛ لأن سليمان ليس من أهل الجرح والتعديل (٥)، وقد ردّ ابن حِبَّان اتهام هشام ومالك لابن إسحاق بالكذب بقوله: تكلم فيه رجلان هشام ومالك فأما قول هشام فليس مما يجرح به الإنسان وذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها وكذلك بن إسحاق كان سمع من فاطمة والستر بينهما مسبل وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عادله إلى ما يجب ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصه خيبر وغيرها وكان بن إسحاق يتتبع هذا منهم من غير أن يحتج بهم وكان مالك لا يرى الرواية الا عن متقن (٦)، وقد أشار ابن خلكان إلى سبب طعن


(١) الذهبي، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، ٢/ ١٥٦.
(٢) ابن حجر، تقريب التهذيب، ص ٤٦٧.
(٣) الذهبي، تاريخ الإسلام، ٤/ ١٩٣.
(٤) الذهبي، تذكرة الحفاظ، ١/ ١٣٠.
(٥) ابن حجر، تهذيب التهذيب، ٩/ ٤٥.
(٦) انظر: الثقات لابن حِبَّان، ٧/ ٣٨١.

<<  <   >  >>