للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الرابع: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن زيد بن خالد الجهني ، قال: قال رسول الله : «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ» قال [أبو سلمة]: «فكان زيد بن خالد ، يضع السواك منه موضع القلم من أذن الكاتب، كلما قام إلى الصلاة استاك» (١).


(١) الحديث رواه:
١: أحمد (١٦٦٠٠) حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد، عن يحيى، حدثنا أبو سلمة، وحدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن زيد بن خالد الجهني ، قال: قال رسول الله قال: فذكره وإسناده صحيح.
عبد الصمد هو ابن عبد الوارث ويحيى هو ابن أبي كثير.
٢: ابن أبي شيبة (١/ ١٦٨) حدثنا يعلى بن عبيد وأحمد (١٦٥٨٤) ثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد وأحمد (٢١١٧٦) ثنا علي بن ثابت والبزار (٣٧٦٧) حدثنا هشام بن يونس وأحمد (١٦٦٠٠) قالا حدثنا محمد بن فضيل وأبو داود (٤٧) حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس والترمذي (٢٣) حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة والنسائي في الكبرى (٣٠٤١) أخبرني عمرو بن هشام، قال: حدثنا محمد بن سلمة، يروونه - يعلى ومحمد ابنا عبيد وعلي بن ثابت ومحمد بن فضيل وعيسى بن يونس وعبدة بن سليمان ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن زيد بن خالد الجهني ، قال: سمعت رسول الله ، يقول: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلَأَخرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ» قال: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه موضع القلم من أذن الكاتب لا يقوم إلى الصلاة إلا استن ثم رده إلى موضعه وإسناده حسن لكنَّه حديث مضطرب.
قال الترمذي وابن القيم في المنار المنيف ص: (٢٨) حديث حسن صحيح.
تنبيهان:
الأول: رواية أحمد (١٦٥٨٤) والنسائي ليس فيها فعل زيد بن خالد .
الثاني: قوله «وَلَأَخرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ» في رواية أحمد (١٦٥٨٤) والترمذي.
٣: أحمد (٩٢٦٤) ثنا يحيى وأحمد (٧٤٦١) ثنا أبو عبيدة الحداد - كوفي ثقة - وأحمد (٨٩٢٨) ثنا معاوية ثنا زائدة والترمذي (٢٢) حدثنا أبو كريب وأحمد (٨٩٢٩) قالا: حدثنا عبدة بن سليمان يروونه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ» ورواته ثقات.
محمد بن عمرو الليثي ثقة يخطئ وبقية رواته ثقات.
تنبيه: لفظ رواية أحمد (٧٤٦١) «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ أَوْ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ سِوَاكٌ وَلَأَخرْتُ عِشَاءَ الْآخِرَةِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ».
أبو عبيدة الحداد هو عبد الواحد بن واصل وزائدة هو ابن قدامة ومعاوية هو ابن عمرو الأزدي وأبو كريب هو محمد بن العلاء.
وأمام هذا الاختلاف اختلف حكم أئمة الشأن في المحفوظ من هذه الروايات.
قال المزي في تحفة الأشراف (٣٧٦٦) قال س: محمد بن عمرو أصلح من ابن إسحاق في الحديث - وكلام النسائي ليس موجودًا في نسختي من سنن النسائي الكبرى طبعة دار الكتب العلمية - فالنسائي يرجح حديث أبي هريرة . لكن يشكل على ذلك أنَّ النسائي رواه عن عمرو بن هشام الحراني، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن زيد بن خالد .
وقال الترمذي: حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد ، عن النبي كلاهما عندي صحيح لأنَّه قد روي من غير وجه، عن أبي هريرة ، عن النبي هذا الحديث، وحديث أبي هريرة ، إنَّما صح لأنَّه قد روي من غير وجه. وأما محمد [البخاري] فزعم أنَّ حديث أبي سلمة، عن زيد بن خالد أصح. فالبخاري يرجح رواية زيد بن خالد قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (٣/ ١٦٣) البخاري يقول حديث أبي سلمة عن زيد بن خالد أصح قلت [الحافظ ابن حجر] كأنَّه ترجح عنده بمتابعة يحيى بن أبي كثير وهو متجه ومع ذلك فعلقه بصيغة التمريض للاختلاف الواقع فيه والله أعلم.
قال أبو عبد الرحمن: الذي يظهر لي أنَّ حديث زيد بن خالد صحيح فهو أصح الروايات بغض النظر عن اضطراب ابن إسحاق فتقدمت رواية أحمد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن زيد بن خالد . والترمذي يصحح الروايتين.

<<  <   >  >>