للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قراءة القرآن للمحدث حدثًا أصغر

تجوز قراءة القرآن للمحدث حدثًا أصغر بدلالة السنة والإجماع

الدليل الأول: عن ابن عباس أنَّه قال بت ليلة عند ميمونة زوج النبي فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله وأهله في طولها، فنام رسول الله ، حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله ، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي … » (١).

وجه الاستدلال: بوب البخاري على الحديث: باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره (٢). ووجه الترجمة قراءة النبي عشر آيات قبل الوضوء.

الرد من وجهين:

الأول: نوم النبي لا ينتقض به الوضوء ففي حديث عائشة : «إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلا يَنَامُ قَلْبِي (٣)» (٤).

الثاني: قراءة النبي الآيات على سبيل الذكر فلا تعطى حكم تلاوة القرآن ويأتي الكلام على هذه المسألة (٥).

الدليل الثاني: عن عائشة قالت: «كَانَ النَّبِيُّ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ» (٦).

وجه الاستدلال: الحديث عام متطهرًا ومحدثًا ويدخل في الذكر قراءة القرآن


(١) رواه البخاري (١٨٣) ومسلم (٧٦٣). انظر الرواية (١).
(٢) صحيح البخاري مع فتح الباري (١/ ٢٨٦).
(٣) رواه البخاري (١١٤٧) ومسلم (٧٣٨).
(٤) انظر: فتح الباري (١/ ٢٨٨) وعمدة القاري (٢/ ٣٦٨).
(٥) انظر: (ص: (٤٤٧.
(٦) رواه مسلم (٣٧٣).

<<  <   >  >>