للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حكم الشرب قائمًا

اختلف أهل العلم في حكم الشرب قائمًا على ثلاثة أقوال:

القول الأول: الجواز: الظاهر أنَّه قول عمر وعلي وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وعبد الله بن الزبير وعائشة وروي عن عثمان وأبي هريرة ونسب لأبي بكر (١) وابن عباس (٢) وأبي بكرة نفيع بن الحارث (٣) وهو قول سالم بن عبد الله (٤) وسعيد بن جبير وطاوس بن كيسان (٥) وزاذان الكندي (٦) وإبراهيم النخعي (٧) وروي عن عامر بن شراحيل الشعبي (٨) ...............................................


(١) انظر: المفهم (٥/ ٢٨٥) والمعونة (٢/ ٥٨٤).
(٢) انظر: نخب الأفكار (١٣/ ٤٠٨).
(٣) انظر: السنن الكبرى للبيهقي (٧/ ٢٨٣).
(٤) رواه ابن أبي شيبة (٨/ ١٦) حدثنا وكيع، عن عباد بن منصور، قال: «رأيت سالمًا يشرب وهو قائم» إسناده حسن.
عباد بن منصور الناجي توسط فيه ابن حجر فقال: صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بأخره.
(٥) رواه ابن أبي شيبة (٨/ ١٧) حدثنا غندر، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سألت طاووسًا، وسعيد بن جبير عن الشرب قائما؟ «فلم يريا به بأسًا» وإسناده صحيح. غندر هو محمد بن جعفر.
ورواه ابن أبي شيبة (٨/ ١٨) حدثنا يحيى بن يمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: قال لي سعيد بن جبير: «اشرب قائمًا» إسناده حسن.
يحيى بن يمان العجلي قال ابن حجر: صدوق عابد يخطاء كثيرًا وقد تغير وبقية رواته ثقات ويشهد له ما قبله.
(٦) رواه ابن أبي شيبة (٨/ ١٦) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن واقد، عن زاذان، قال: «لا بأس بالشرب قائمًا، والجلوس حلم» إسناده حسن.
أبو عبد الله واقد الكوفي مولى زيد بن خليدة أثنى عليه تلميذه الثوري خيرًا وقال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حجر صدوق.
قوله: «والجلوس حلم» هكذا في نسختي من طبعة الدار السلفية وطبعة القبلة (٢٤٥٩٠).
(٧) رواه ابن أبي شيبة (٨/ ١٦) حدثنا وكيع، عن عبد الرحمن بن عجلان، قال: سألت إبراهيم عنه؟ فقال: «لا بأس به، إن شئت قائمًا، وإن شئت قاعدًا» وإسناده صحيح.
ورواه ابن أبي شيبة (٨/ ١٩) حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: «إنَّما كُرِه الشربُ قائمًا لداء يأخذ البطن» وإسناده صحيح. سفيان هو الثوري ومنصور هو ابن المعتمر.
(٨) رواه ابن أبي شيبة (٨/ ١٦) حدثنا يحيى بن سعيد، عن مجالد قال: «رأيت الشعبي يشرب قائمًا، وقاعدًا» إسناده ضعيف.
مجالد بن سعيد الأكثر على تضعيفه، كان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئًا، وقال الدوري عن ابن معين: لا يحتج بحديثه، وسئل أبو حاتم يحتج بمجالد قال: لا، وقال النسائي: ليس بالقوي ووثقه مرة، وقال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة وعن غير جابر وعامة ما يرويه غير محفوظة، وقال يعقوب بن سفيان: تكلم الناس فيه وهو صدوق وقال الدارقطني مجالد لا يعتبر به.

<<  <   >  >>