للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[السور التي يقرأ بها في الركعتين بعد الوتر]

الروايات التي وردت فيها القراءة بصلاة الركعتين بعد الوتر ثلاثة أنواع:

الأول: قراءة الزلزلة والكافرون جاء ذلك في:

١: حديث أبي أمامة : عن أبي أمامة قال: «كان رسول الله يوتر بتسع حتى إذا بَدَّن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين، وهو جالس فقرأ بـ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ و ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾».

وتقدم أنَّ الحديث حسن لغيره دون ذكر السورتين فلم أقف على رواية تقوي حديث أبي أمامة .

٢: حديث عائشة : عن سعد بن هشام الأنصاري أنَّه سأل عائشة عن صلاة النبي بالليل، فقالت: «كان رسول الله إذا صلى العشاء تجوز بركعتين، ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه، فيقوم فيتسوك، ويتوضأ، ويصلي، ويتجوز بركعتين، ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة، ويوتر بالتاسعة، ويصلي ركعتين وهو جالس، فلما أسن رسول الله ، وأخذ اللحم، جعل الثمان ستًا، ويوتر بالسابعة، ويصلي ركعتين وهو جالس، يقرأ فيهما ب ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، و ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾» (١). وذكر السورتين منكر.


(١) رواه ابن خزيمة (١١٠٤) نا بندار، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٢٨٠) حدثنا بكار، قالا نا أبو داود، نا أبو حرة، عن الحسن، عن سعد بن هشام الأنصاري: فذكره وإسناده ضعيف وفي متنه نكارة.
أبو حرة واصل بن عبد الرحمن ثقة لكن روايته عن الحسن البصري ضعيفة وهذه منها قال البخاري: يتكلمون في روايته عن الحسن، وقال يحيى بن معين: صالح وحديثه عن الحسن ضعيف يقولون لم يسمعها من الحسن. وقد خالف فهذه الرواية منكرة لأمرين:
الأول: خالف أبو حرة من هو أوثق منه فرواه هشام الدستوائي عند النسائي (١٦٥١) وقتادة، عند أحمد (٢٤٨١٨) (٢٥٣٧٢) والنسائي (١٧٢٣) وحصين بن نافع، عند أحمد (٢٤١٣٧) والنسائي (١٧٢٤) ويزيد بن يعفر عند أحمد (٢٤٦٩٧) يروونه عن الحسن، عن سعد بن هشام بن عامر عن عائشة بذكر الركعتين بعد الوتر من غير تسمية السورتين.
الثاني: لم تذكر الركعتان في غير رواية الحسن البصري عن سعد بن هشام فرواه هشام الدستوائي عند أحمد (٢٥٦٥٣) والنسائي (١٧١٩) ومعمر بن راشد عند النسائي (١٧٢١) وسعيد بن أبي عروبة عند أحمد (٢٣٧٤٨) ومسلم (١٣٩) (٧٤٦) والنسائي (١٦٠١) (١٧٢٠) وابن ماجه (١١٩١) يروونه عن قتادة عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام بن عامر عائشة بذكر الركعتين من غير تسمية السورتين.
وكذلك رواه أبو داود (١٣٤٩) بإسناده عن بهز بن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة .
بندار هو محمد بن بشار وبكار هو أبو بكرة ابن قتيبة وأبو داود هو الطيالسي.

<<  <   >  >>