للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المفاضلة في مكان صلاة راتبة الفجر]

لأهل العلم في موضع صلاة راتبة الفجر ثلاثة أقوال قول الأفضل في المسجد وقول في البيت وقول بالتسوية بين المسجد والبيت.

القول الأول: الأفضل صلاة الراتبة في المسجد: وهو مذهب المالكية (١).

الدليل الأول: صلاتها في المسجد إظهار للسنة بخلاف صلاتها في البيت (٢).

الرد من وجهين:

الأول: هذا رأي مقابل فعل النبي وعموم الأمر بصلاة النافلة بالبيت.

الثاني: تعليم السنة وإظهارها تارة بالفعل وتارة بالقول.

الدليل الثاني: تنوب الراتبة عن التحية ففعلها في المسجد محصل للتحية بخلاف فعلها في البيت (٣).

الرد: إذا كان المصلي إمامًا فيشرع في الفرض إذا دخل المسجد فيكفيه عن التحية وإذا كان مأمومًا إذا دخل قبل الإقامة يصلي تحية المسجد لعموم الأمر بها.

القول الثاني: الأفضل صلاة الراتبة في البيت: قال به عطاء بن أبي رباح (٤) وهو


(١) انظر: شرح زروق للرسالة (١/ ١٨٥) وكفاية الطالب (١/ ٣٦٠) وشرح خليل للخرشي (٢/ ١٣٧) والتاج والإكليل (٢/ ٣٩١).
(٢) انظر: شرح زروق للرسالة (١/ ١٨٥).
(٣) انظر: شرح خليل للخرشي (٢/ ١٣٧).
(٤) رواه عبد الرزاق (٤٠١٢) عن ابن جريج، عن عطاء قال: «أركعهما في بيتي ثم آتي المسجد فأجلس أحب إلي» ورواته ثقات.
تنبيه: ذكر ابن أبي شيبه في مصنفه (٢/ ٢٤٥) من كان لا يتطوع في المسجد. وذكر تحته آثارًا ولما لم تكن هذه الآثار خاصة في راتبة الفجر لم أذكرها.

<<  <   >  >>