للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل السابع

وضوء الحائض وقت الصلاة وذكرها لله

لا تجب الصلاة على الحائض بل تحرم عليها وهذا معلوم من دين الإسلام بالضرورة لكن هل إذا دخل وقت الصلاة يستحب للحائض الوضوء وذكر الله؟

لأهل العلم في المسألة قولان قول بالمشروعية وقول بعدمها.

القول الأول: الاستحباب: روي عن عقبة بن عامر وقال به عطاء بن أبي رباح -والظاهر أنَّه قول معمر بن راشد- (١) والحسن البصري (٢) ومكحول الشامي (٣) وإسحاق بن راهويه (٤) وروي عن أبي جعفر الباقر (٥) وهو مذهب


(١) أثر عطاء بن أبي رباح رواه:
١: ابن أبي شيبة (٢/ ٣٤٢) حدثنا حفص بن غياث والدارمي (٩٧٦) حدثنا يعلى، وحرب بن إسماعيل الكرماني - مسائلة كتاب الطهارة/ ت عامر بهجت (١٢٦٠) - حدثنا أبو معن قال: ثنا خالد بن الحارث قالوا: حدثنا عبد الملك، عن عطاء، في المرأة الحائض «توضأ عند وقت كل صلاة، ثم تستقبل القبلة، وتسبح، وتكبر، وتدعو الله ﷿» وإسناده صحيح.
يعلى هو ابن عبيد الطنافسي وأبو معن هو زيد بن يزيد الرقاشي.
تنبيه: في رواية حرب التصريح بأنَّ عبد الملك هو ابن أبي سليمان.
٢: عبد الرزاق (١٢٢٢) عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أكانت الحائض تؤمر أن تتوضأ عند وقت كل صلاة، ثم تجلس فتكثر وتذكر الله ساعة؟ قال: «لم يبلغني في ذلك شيء وإن ذلك لحسن». قال معمر: «وبلغني أنَّ الحائض كانت تؤمر بذلك عند وقت كل صلاة» وإسناده صحيح.
(٢) رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٤٣) حدثنا يزيد بن هارون، عن يزيد بن إبراهيم، عن الحسن، قال: سمعته يقول: «في الحائض توضأ عند كل صلاة وتذكر الله» إسناده صحيح.
يزيد بن إبراهيم هو التستري.
(٣) رواه الدارمي (٩٧٧) أخبرنا محمد بن يزيد، حدثنا ضمرة، حدثنا السيباني وهو يحيى بن أبي عمرو، من أهل الرملة حدثنا مكحول، قال: «تؤمر الحائض تتوضأ عند مواقيت الصلاة، وتستقبل القبلة وتذكر الله تعالى» ورواته ثقات.
ضمرة بن ربيعة الفلسطيني وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد وقال أبو حاتم: صالح. وقال الساجي: صدوق يهم، عنده مناكير. وبقية رواته ثقات.
(٤) انظر: مسائل حرب - الطهارة ت/ عامر بهجت ص: (٦٢٠) وفتح الباري لابن رجب (٢/ ١٣٠).
(٥) رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٤٣) حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «إنَّا لنأمر نساءنا في الحيض أن يتوضأن في وقت كل صلاة، ثم يجلسن ويسبحن ويذكرن الله» إسناده ضعيف جدًا.
جابر بن يزيد الجعفي ضعفه شديد.
وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق. وأبو جعفر هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

<<  <   >  >>