ورواه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٧١) حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو الأشهب، عن الحسن، قال: «صلوا من الليل ولو قدر حلب شاة» وإسناده صحيح. هشيم هو ابن بشير وأبو الأشهب هو جعفر بن حيان. وهذه الرواية ليست صريحة في الوجوب ورواه الطبري (٢٩/ ٨٠) قال [ابن حميد]: ثنا مهران، عن سفيان، عن جرير بياع الملاء، عن الحسن، قال: «الحمد لله تطوع بعد فريضة» وجرير بياع الملاء لم أعرفه. وهذه الرواية صريحة في عدم الوجوب ولو صحت فتحمل على غير الحافظ والوجوب يحمل على الحافظ والله أعلم. انظر: فتح الباري لابن رجب (٩/ ١٢١) وفتح الباري لابن حجر (٣/ ٢٧). (٢) قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٢٧) قال ابن عبد البر شذ بعض التابعين فأوجب قيام الليل ولو قدر حلب شاة … ونقله غيره عن الحسن وابن سيرين والذي وجدناه عن الحسن ما أخرجه محمد بن نصر [حذف المقريزي إسناده في المختصر ص: (١٢)] وغيره عنه أنَّه قيل له ما تقول في رجل استظهر القرآن كله … وكان هذا هو مستند من نقل عن الحسن الوجوب ونقل الترمذي عن إسحاق بن راهويه أنَّه قال إنَّما قيام الليل على أصحاب القرآن وهذا يخصص ما نقل عن الحسن وهو أقرب وليس فيه تصريح بالوجوب أيضًا. قال أبو عبد الرحمن: الظاهر أنَّ ابن حجر لم يقف على ما نسب لابن سيرين من القول بالوجوب والله أعلم. وانظر: التسهيل لعلوم التنزيل (٢/ ٤٢٦) والإكليل في استنباط التنزيل ص: (٢٧٦) وفتح الباري لابن رجب (٩/ ١٢١).