للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحكمة من تخفيف الركعتين]

اجتهد أهل العلم في التماس الحكمة من تخفيف الركعتين أول القيام على أقوال:

الأول: لترويض النفس والبدن على العبادة لينشط بهما لما بعدهما من التطويل (١).

الثاني: ليدفع بهما بقايا النوم إن وجد (٢).

الثالث: الاستعجال في حل عقد الشيطان لما يروى من حديث أبي هريرة أنَّ رسول الله قال: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا نَامَ عَقَدَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ عُقَدٍ، فَإِنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَذَكَرَ اللَّهَ، حُلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ حُلَّتْ عُقْدَتَانِ فَإِنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، حُلَّتِ الْعُقَدُ كُلُّهَا، فَحُلُّوا عُقَدَ الشَّيْطَانِ، وَلَوْ بِرَكْعَتَيْنِ» (٣).

قال أبو زرعة العراقي: رأيت والدي لما سئل عن الحكمة في افتتاح صلاة


(١) انظر: شرح مسلم للنووي (٦/ ٧٨).
(٢) انظر: إكمال المعلم (٣/ ١٣٨) والمفهم (٢/ ٣٧٣) وشرح مسلم للنووى (٥/ ٧٨) وكشف المشكل من حديث الصحيحين (٣/ ٥٧٦).
(٣) رواه ابن خزيمة (١١٣٢) نا علي بن قرة بن حبيب بن يزيد بن مطر الرماح، نا أبي، أخبرنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله فذكره وإسناده ضعيف.
رواته ثقات عدا شيخ ابن خزيمة علي بن قرة فلم أقف له على ترجمة. وعبد الرحمن هو ابن هرمز الأعرج.
والحديث رواه البخاري (١١٤٢) حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، ومسلم (٧٧٦) حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب، قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة، يرويانه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة .
ورواه البخاري (٣٢٦٩) حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ، أن رسول الله قال: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ»
من غير ذكر الزيادة فقوله «فَحُلُّوا عُقَدَ الشَّيْطَانِ، وَلَوْ بِرَكْعَتَيْنِ» إن لم تكن زيادة منكرة فهي شاذة والله أعلم.

<<  <   >  >>