للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الليل بركعتين خفيفتين أجاب عن ذلك بأنَّ الحكمة فيه استعجال حل عقد الشيطان وهو معنى حسن بديع ومقتضاه ما رجحته من أنَّه لا يحصل ذلك إلا بتمام الصلاة ولا يخدش في هذا المعنى أنَّ النبي منزه عن عقد الشيطان على قافيته لأنَّا نقول إنَّه فعل ذلك تشريعًا لأمته ليقتدوا به فيحصل لهم هذا المقصود والله أعلم (١).

الرد من وجهين:

الأول: الحديث المذكور لا يثبت وظاهر رواية الصحيحين انحلال العقد بالصلاة كلها لا بالركعتين والله أعلم.

الثاني: لو كانت هذه هي الحكمة لشرع النبي المداومة على هاتين الركعتين.

الرابع: تقوم الركعتان مقام سنة الوضوء (٢).

الرد من وجهين:

الأول: تكون الركعتان سنة الوضوء بالنية لا بالتطويل والتخفيف.

الثاني: سنة الوضوء ليست مرادة لذاتها فتدخل في صلاة النفل والفرض ركعتان أو أكثر.

الخامس: مفتاح قيام الليل، فهما بمنزلة سنة الفجر وغيرها (٣).

الرد: لو كانت الركعتان مفتاح القيام كراتبة الفجر لشرعت المداومة عليهما.

فأقوى الأقوال في نظري الأول والثاني والله أعلم.


(١) طرح التثريب (٣/ ٨٥).
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (٣/ ٢٧) ذكر شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين في شرح الترمذي وذكر نحوه.
(٢) انظر: مرقاة المفاتيح (٣/ ١٢٣).
(٣) انظر: زاد المعاد (١/ ٢٥١).

<<  <   >  >>