للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هل النوم حدث؟]

سبب الخلاف في مسألة انتقاض الوضوء بالنوم من عدمه راجع إلى الخلاف في النوم هل هو حدث بذاته كسائر الأحداث الموجبة للوضوء أو ليس بحدث؟

فقبل ذكر الخلاف في مسألة انتقاض الوضوء بالنوم أذكر الخلاف في النوم هل هو حدث؟.

اختلف أهل العلم في الجملة على قولين:

القول الأول: النوم حدث بذاته: وهو قول من يرى انتقاض الوضوء بالنوم مطلقًا ويأتي ذكر القائلين به.

الدليل الأول: عن صفوان بن عسال ، قال: «كان رسول الله يأمرنا إذا كنا سَفْرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن، إلا من جنابة، ولكن (١) من غائط وبول ونوم» (٢).

الاستدلال من وجهين:

الأول: النوم في الحديث مطلق فيتناول كل نوم.

الثاني: قُرِن النومُ بالغائط والبول وهما ينقضان الوضوء بالإجماع فيستوى النوم معهما في الحكم.

الرد: يأتي قريبًا.

الدليل الثاني: ما يروى عن رسول الله أنَّه قال: «الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ، فَمَنْ نَامَ، فَلْيَتَوَضَّأْ».

وجه الاستدلال: النوم حدث لأنَّه علة استطلاق الوكاء.

الرد: يأتي قريبًا.


(١) أي لكن إذا كان الحدث من الغائط والنوم والبول فلا ننزع بل نتوضأ ونمسح عليهما.
(٢) رواه أحمد (١٧٦٢٥) والترمذي (٩٦) - وقال: حديث حسن صحيح- والنسائي (١٢٦) وابن ماجه (٤٧٨) بإسناد حسن. وانظر: غاية المقتصدين شرح منهج السالكين (١/ ٩٣).

<<  <   >  >>