للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحاديث وآثار إباحة الشرب قائمًا

جاءت أحاديث مرفوعة للنبي وآثار موقوفة على الصحابة تدل على جواز الشرب قائمًا وجاءت أحاديث وآثار تنهى عن ذلك فأذكر ما وقفت عليه منها مسندًا ثم أذكر كلام أهل العلم في الجمع بينها

أولًا: أحاديث إباحة الشرب قائمًا

الحديث الأول: حديث علي

عن النَّزَّال بن سَبْرة قال: أتى عليٌ على باب الرحبة فشرب قائمًا فقال: إنَّ ناسًا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإنِّي «رأيت النبي فعل كما رأيتموني فعلت» (١).

الحديث الثاني: حديث ابن عباس

١: عن ابن عباس، قال: «شرب النبي قائمًا من زمزم» (٢).

٢: في حديث ابن عباس : «كنت عند رسول الله فقام إلى سقاء فتوضأ وشرب قائمًا قلت: والله لأفعلنَّ كما فعل النبي ، فقمت وتوضأت وشربت قائمًا» (٣).

الحديث الثالث: حديث عبد الله بن عمرو

عن عبد الله بن عمرو قال: «رأيت رسول الله يصلي ينفتل عن يمينه وعن شماله، ورأيته يصلي حافيًا ومنتعلًا، ورأيته يشرب قائمًا وقاعدًا» (٤).


(١) رواه البخاري (٥٦١٥).
(٢) رواه البخاري (٥٦١٧) ومسلم (٢٠٢٧).
(٣) انظر: (ص: ٩٩).
(٤) حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رواه عنه:
١: حسين المعلم. ٢: مطر بن طهمان. ٣: قتادة. ٤: حجاج بن أرطاة. ٥: مقاتل بن سليمان.
١: حسين المعلم: رواه أحمد (٦٦٤١) حدثنا يحيى ح (٦٨٨٩) حدثنا عبد الواحد الحداد، ويزيد والترمذي (١٨٨٣) حدثنا قتيبة قال: حدثنا محمد بن جعفر والفريابي في الصيام (١١٩) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عباد بن العوام، وأحمد (٦٥٩٠) حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، ح (٦٩٨٢) حدثنا عبد الوهاب، حدثنا سعيد والطبراني في الأوسط (٧٨٩٢) حدثنا محمود بن محمد المروزي، نا حامد بن آدم، نا عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة وابن شاهين في ناسخ الحديث (٥٧٠) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن خلاد، بالعسكر قال: حدثنا محمد بن موسى الدولابي، قال: حدثنا عباد بن صهيب، يروونه عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ، قال: فذكره إسناده حسن.
حسين بن ذكوان المعلم ثقة. قال الترمذي: حديث حسن.
ويحيى هو ابن سعيد القطان ويزيد هو ابن هارون وقتيبة هو ابن سعيد وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي.
تنبيهات:
الأول: رواية الترمذي وابن شاهين مختصرة فيها موطن الشاهد.
الثاني: الحديث في مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٤١٥) مختصرًا بلفظ «أنَّ النبي كان يصلي حافيًا ومنتعلًا».
الثالث: وقع تصحيف في المعجم الأوسط في اسم حسين المعلم ففيه: حبيب المعلم.
٢: مطر بن طهمان الوراق: رواه أحمد (٦٦٢٢) حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا أبو جعفر يعني الرازي، عن مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: «رأيت النبي يصلي في نعليه، ورأيته يصلي حافيًا، ورأيته يشرب قائمًا، ورأيته يشرب قاعدًا، ورأيته ينصرف عن يمينه، ورأيته ينصرف عن يساره» إسناده ضعيف.
أبو جعفر عيسى بن أبي عيسى الرازي قال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ. ومطر الوراق قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ.
٣: قتادة: الطبراني في المعجم الأوسط (٧٨٩٢) حدثنا محمود بن محمد المروزي، نا حامد بن آدم، نا عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: «رأيت رسول الله يصلي حافيًا ومنتعلًا» إسناده ضعيف جدًا.
محمود بن محمد المروزي ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد وقال أحاديثه مستقيمة.
وحامد بن آدم ضعفه شديد قال الذهبي في الميزان حامد بن آدم المروزي كذبه الجوزجاني، وابن عدي، وعده أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث، وقال: أبو داود السنجي: قلت لابن معين: عندنا شيخ يقال له حامد بن آدم روى عن يزيد، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وجابر رفعاه: «الغيبة أشد من الزنا» فقال: هذا كذاب، لعنه الله. وقال ابن حجر في اللسان شان ابن حبان الثقات بإدخاله هذا فيهم وكذلك أخطأ الحاكم بتخريجه حديثه في مستدركه.
وسعيد بن أبي عروبة مختلط لكن عبدة بن سليمان من أثبت الناس سماعًا منه قاله ابن معين وغيره.
قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد ولا عن سعيد إلا عبدة تفرد به حامد بن آدم. فالحديث منكر.
٤: حجاج بن أرطاة: رواه أحمد (٦٧٤٤) حدثنا إسماعيل بن محمد بن جحادة، حدثنا حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: «أنا رأيت النبي ينفتل عن يمينه، وعن شماله في الصلاة، ويشرب قائمًا وقاعدًا، ويصلي حافيًا وناعلًا، ويصوم في السفر ويفطر» وإسناده ضعيف.
إسماعيل بن محمد بن جحادة ضعيف قال يحيى بن معين: ليس بذاك وفي رواية لم يكن به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث. وقال أبو داود: ليس بذاك القوي وقال ابن حبان: كان يخطاء حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
والحجاج بن أرطاة صدوق كثير الخطأ والتدليس. فهذه الرواية منكرة والله أعلم.
٥: مقاتل بن سليمان: قال ابن أبي حاتم في علله (٧٥٧) سمعت أبي، وحدثنا: عن حرملة، عن ابن وهب، عن عبد الله بن السمح، عن عمر بن الصبح، عن مقاتل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ، قال: «رأيت رسول الله في السفر صائمًا، ومفطرًا، ورأيته يصلي حافيًا، ومنتعلًا، ورأيته يشرب قاعدًا، وقائمًا، ورأيته ينفتل عن يمينه، وعن شماله» إسناده ضعيف جدًا.
عمر بن الصبح الخراساني، ضعفه شديد قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال الأزدي: كذاب. وقال الذهبي: ليس بثقة ولا مأمون.
ومقاتل بن سليمان الخراساني البلخي ضعفه شديد قال عبد الصمد بن عبد الوارث: قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء، ثم حدثنا بتلك الأحاديث عن الضحاك، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب فقلنا له: ممن سمعتها قال: منهم كلهم ثم قال: لا والله لا أدري ممن سمعتها قال: ولم يكن بشيء وقال وكيع: أردنا أن نرحل إلى مقاتل فقدم علينا فأتيناه فوجدناه كذابًا فلم نكتب عنه، وقال عمرو بن علي والعجلي: متروك الحديث كذاب وقال ابن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه، وقال البخاري: منكر الحديث سكتوا عنه، وقال الدارقطني: يكذب.
قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: ابن السمح ليس بقوي، وهو مروذي، ومقاتل هو عندي مقاتل بن سليمان. فالحديث منكر.
وحرملة هو ابن عمران التجيبي.
تنبيه: الحديث رواه عبد الرزاق (١٥١٢) - مختصرًا - عن مقاتل قال: أخبرنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله «يصلي حافيًا، ومتنعلًا».

<<  <   >  >>