للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل بين المضمضة والاستنشاق]

كان النبي يصل المضمضمة والاستنشاق فيتمضمض ويستنشق من غرفة واحدة ففي حديث ابن عباس «أخذ غرفة من ماء، فمضمض بها واستنشق» وفي حديث عبد الله بن زيد «فمضمض، واستنشق من كف واحدة ففعل ذلك ثلاثًا» وتقدما قريبًا.

وروي عنه في حديث ابن عباس وليس صريحًا في الفصل بين المضمضة والاستنشاق - «فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا» وهي رواية منكرة (١) والمحفوظ من رواية كريب عن ابن عباس من غير ذكر عدد لكنَّها أقل من ثلاث فغسل أعضاءه مرة أو مرتين ففي رواية الثوري عن كريب عن ابن عباس «ثم توضأ وضوءًا بين وضوءين لم يكثر» (٢) والله أعلم.

قال ابن القيم: ولم يجاء الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة (٣)، لكن في حديث طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده رأيت النبي يفصل بين المضمضة والاستنشاق ولكن لا يُروى إلا عن طلحة عن أبيه عن جده ولا يعرف لجده صحبة (٤).


(١) انظر: (ص: ٥٨).
(٢) رواه البخاري (٦٣١٦) ومسلم (٧٦٣).
(٣) قال أبو عبد الرحمن: مراده حديث صحيح صريح والله أعلم
(٤) زاد المعاد (١/ ١٩٢ - ١٩٣)، وقال النووي في المجموع (١/ ٣٦٠): أمَّا الفصل فلم يثبت فيه حديث أصلًا، وإنَّما جاء فيه حديث طلحة بن مصرف وهو ضعيف كما سبق.
قال أبو عبد الرحمن: حديث طلحة بن مصرف رواه أبو داود (١٣٩) وفي إسناده: ليث بن أبي سليم ضعيف، ومصرف والد طلحة مجهول، وجد طلحة كعب بن عمرو أو عمرو بن كعب اختلف في صحبته، والحديث ضعفه أبو حاتم في علل ابنه (١٣١) وابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣١٦، ٣١٨) وابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٢٧٨) والحافظ ابن حجر في بلوغ المرام (٥٧) وأبو الطيب محمد شمس الحق في غاية المقصود (١/ ٤٠٤) والمباركفوري في تحفة الأحوذي (١/ ١٢٥) والألباني في ضعيف أبي داود (٢٤).
وانظر: سنن البيهقي (١/ ٥١) والإمام (١/ ٤٨١ - ٤٨٢) والبدر المنير (٣/ ٢٧٧ - ٢٨٤) والتلخيص الحبير (١/ ١٣٣ - ١٣٤).

<<  <   >  >>