للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني

تبديل الثياب عند النوم

قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ﴾ [النور: ٥٨].

قال الزمخشري: قبل صلاة الفجر، لأنَّه وقت القيام من المضاجع وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة. وبالظهيرة، لأنَّها وقت وضع الثياب للقائلة. وبعد صلاة العشاء لأنَّه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم (١).

وعن عبد الله بن سويد قال: سألت النبي عن العورات الثلاث: فقال: «إِذَا وَضَعْثُ ثِيَابِيَ بَعْدَ الظُّهْرِ، لَمْ يَلِجْ أَحَدٌ مِنَ الْخَدَمِ - الَّذِينَ بَلَغُوا الْحُلُمَ، وَلَا مَنْ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ - الْأَحْرَارِ إِلَّا بِإِذْنٍ، وَإِذَا وَضَعْتُ ثِيَابِيَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَقَبْلَ الْغَدَاةِ» (٢).


(١) الكشاف (٣/ ٢٥٣). وانظر: تفسير القرطبي (١٢/ ٢٠٠) وتفسير النسفي (٢/ ٥١٧) والبحر المحيط (٨/ ٦٨).
(٢) رواه البغوي في معجم الصحابة (١٦٣٤) - وعنه ابن قانع في معجمه (٢/ ١٣٩) - حدثني الحسن بن إسرائيل النهرتيري نا عبد الله بن وهب المصري عن قرة يعني ابن عبد الرحمن بن حيويل عن ابن شهاب عن ثعلبة بن مالك أو ابن أبي مالك القاضي - كذا قال - عن عبد الله بن سويد قال: سألت النبي عن العورات الثلاث فذكره إسناده ضعيف.
قرة بن عبد الرحمن بن حيويل ويقال: ابن حيويل ضعيف قال أحمد منكر الحديث جدًا وضعفه ابن معين وقال أبو زرعة الأحاديث التي يرويها مناكير وقال أبو حاتم والنسائي ليس بقوي وقال أبو داود في حديثه نكارة وقال ابن عدي لم أر له حديثًا منكرًا جدًا وأرجو أنَّه لا بأس به.
فتفرده بالحديث واضطرابه فيه فتارة يرفعه وتارة يجعله موقوفًا يدل على نكارته والله أعلم. وشيخ البغوي لم أقف له على ترجمة.
قال البغوي: هكذا حدثني الحسن بن إسرائيل بهذا الحديث مرفوعًا ويقال: إنَّه وهم. وقال ابن قانع: كذا قال: عن النبي وإنَّما الصحيح من قول عبد الله بن سويد. ويأتي الخلاف في صحبة عبد الله بن سويد.
وابن شهاب هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
وروا الطبري في تفسيره (١٨/ ١٢٤) حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، والبخاري في الأدب المفرد (١٠٥٢) حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب عن ثعلبة، بن أبي مالك القرظي: أنَّه سأل عبد الله بن سويد الحارثي فذكره موقوفًا. رواته ثقات.
فرواه صالح بن كيسان، عن ابن شهاب عن ثعلبة، عن عبد الله بن سويد موقوفًا وتابع عقيلُ بن خالد ومحمدُ بن إسحاق صالح بن كيسان عن الزهري موقوفًا فالمحفوظ رواية الوقف.
عبد العزيز بن عبد الله هو الأويسي. وإبراهيم بن سعد هو حفيد عبد الرحمن بن عوف.
قال ابن حجر في الإصابة (٢/ ٣٢٣) عبد الله بن سويد الأنصاري الحارثي قال البخاري، وابن أبي حاتم، وابن السكن، وابن حبان له صحبة. وروى ابن مندة، من طريق عقيل، عن الزهري، عن ثعلبة بن أبي مالك أنَّه سأل عبد الله بن سويد الحارثي عن العورات الثلاث. قال ابن مندة: ورواه ابن إسحاق، وقرة، عن الزهري، عن ثعلبة أنَّه سأل عبد الله ابن سويد وكان من أصحاب النبي . قلت [ابن حجر]: لكن عند البغوي وابن السكن وابن قانع من طريق قرة عن الزهري سويد بخلاف عبد الله، والأول أصح.
قال البغوي: يقال: إنَّ الثاني وهم، ثم رواه من وجه آخر عن قرة على الصواب. وقال ابن السكن: رأيته في روايات أصحاب ابن وهب موقوفًا، ورفعه بعضهم، ولا أدري من أخطأ فيه. وقال أبو أحمد العسكري: هو ابن أخي أم حميد زوج أبي حميد الساعدي ، وله عنها رواية، ولم يصحح بعضهم صحبته.
قلت [ابن حجر]: ما عرفت من ذكر ابن أخي حميد في الصحابة. قال البخاري في التاريخ: عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد ، وعنه داود بن قيس، وكذا ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين.
فالمحفوظ ما تقدم عن البغوي وابن قانع وابن حجر رواية الوقف لكن يبقى الخلاف في صحية عبد الله بن سويد.

<<  <   >  >>