للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب الثاني: من لم يعتقد الثلاث سنة مسيء متعدٍ ظالم زاد على الثلاث أو لم يزد.

الدليل الثاني: عن أبي نعامة قيس بن عَبَاية أنَّ عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إنِّي أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني! سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإنِّي سمعت رسول الله يقول: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطُّهُورِ وَالدُّعَاءِ» (١).

وجه الاستدلال: الزيادة على الثلاث من الاعتداء في الطهور والاعتداء محرم.

الرد: تقدم أنَّه تعدى حد السنة وليس آثمًا.

الجواب: تقدم.

الترجيح: الذي يترجح لي تحرم الزيادة على الثلاث في الوضوء لأنَّها إساءةٌ وتعدٍ وظلمٌ شرعًا ما لم تكن الزيادة من غير اختيار المتوضئ كالموسوس والساهي والله أعلم.


(١) رواه أحمد (١٦٣٥٩) وأبو داود (٩٦) وابن ماجه (٣٨٦٤) بإسناد صحيح.
في إسناده سعيد بن إياس الجُرَيْري ثقة اختلط قبل وفاته، وممن سمع منه قبل الاختلاط حماد بن سلمة كما في هذا الحديث. وقد حسن إسناد الحديث ابن كثير في تفسيره (٢/ ٢٢٢) وصححه ابن حبان (٦٧٦٤) والحاكم (١/ ٥٤٠) وابن حجر في التلخيص (١٩٥) والألباني في صحيح أبي داود (٨٧).

<<  <   >  >>