للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومسح عليهما» (١).

الدليل الثاني: عن أسامة بن زيد ، «أنَّ رسول الله لما أفاض من عرفة عدل إلى الشعب فقضى حاجته، قال أسامة بن زيد فجعلت أصب عليه ويتوضأ، فقلت يا رسول الله أتصلي؟ فقال: «المُصَلَّى أَمَامَكَ» (٢).

وجه الاستدلال: صب الصحابة على النبي ماء الوضوء (٣).

الرد: هذا كان في السفر فهو للحاجة (٤).

الجواب: تأتي أحاديث الصب على النبي في الحضر وهي لا تصح وجاء عن الصحابة الصب في الحضر.

الدليل الثالث: عن أنس بن مالك قال: وضأت رسول الله فخلل لحيته وقال: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي ﷿» (٥).


(١) رواه البخاري (٢٠٦) ومسلم (٢٧٤).
(٢) رواه البخاري (١٨١) ومسلم (١٢٨٠).
(٣) انظر: فتح الباري (٣/ ٥٢٠) وعمدة القارئ (٢/ ٣٦٦).
(٤) انظر: فتح الباري (١/ ٢٨٥) وعمدة القارئ (٢/ ٣٦٦).
(٥) الحديث رواه عن أنس :
١: محمد بن خالد الضبي. ٢: الوليد بن زوران. ٣: سليمان التيمي. ٤: عيسى بن يزيد. ٥: ثابت البناني. ٦: معاوية بن قرة.
١: رواية محمد بن خالد الضبي: رواه البيهقي (١/ ٥٤) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدورى حدثنا معاذ بن أسد حدثنا الفضل بن موسى حدثنا السكري يعني أبا حمزة عن إبراهيم الصائغ عن أبي خالد عن أنس بن مالك قال: فذكره مرسل رواته محتج بهم.
أبو خالد محمد بن خالد الضبي قال أبو حاتم ليس بحديثه بأس وذكره ابن حبان في ثقاته ووثقه ابن معين وقال الأزدي منكر الحديث وقال الذهبي وابن حجر صدوق. وقال العلائي: محمد بن خالد الضبي كوفي روى عن أنس في تخليل اللحية قال أحمد بن حنبل من أين أدرك محمد بن خالد أنسًا أو رآه؟! وقال ابن معين لم يسمع من أنس ووثقه. وبقية رواته ثقات. وهذه الرواية أقوى طرق الحديث التي وقفت عليها.
وأبو حمزة السكرى هو محمد بن ميمون المروزى وإبراهيم الصائغ هو ابن ميمون المروزي.
٢: رواية الوليد بن زوران: رواه أبو عبيد في الطهور (٢٩٨) قال: ثنا علي بن معبد وأبو داود (١٤٥) حدثنا أبو توبة يعني الربيع بن نافع وأبو يعلى (٤٢٦٩) حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم يروونه عن أبي المليح، عن الوليد بن زوران، عن أنس بن مالك ، قال فذكره إسناده ضعيف.
الوليد بن زوران قال أحمد ما لي به تلك المعرفه وذكره ابن حبان في ثقاته وقال ابن حجر لين الحديث وقال أبو داود لا ندري سمع من أنس أو لا.
وأبو المليح هو الحسن بن عمر الرقي.
تنبيه: لفظ رواية أبي داود «أنَّ رسول الله كان إذا توضأ».
٣: رواية سليمان بن طرخان التيمي: رواه أبو يعلى (٤٠٧١) حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي الرقي، حدثنا بقية بن الوليد، والطبراني في الأوسط (٤٦٦٤) حدثنا عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة قال: نا علي بن عياش الحمصي قالا: حدثنا علي بن الفضيل بن عبد العزيز الحنفي قال: حدثني سليمان التيمي، عن أنس بن مالك قال: «وضأت رسول الله قبل موته بشهر، فمسح على الخفين والعمامة» إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سليمان التيمي إلا علي بن الفضيل.
وعلي بن الفضيل لم أقف له على ترجمة. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٥٥) فيه علي بن الفضيل بن عبد العزيز، ولم أجد من ذكره.
٤: رواية عيسى بن يزيد الأزرق: رواه الطبراني في الأوسط (٥١٢٧) حدثنا محمد بن هشام المستملي ح (٢٩٧٦) حدثنا إسماعيل قالا: نا داود بن حماد بن فرافصة البلخي قال: نا عتاب بن محمد بن شوذب ابن أخي عبد الله بن شوذب، عن عيسى الأزرق، عن مطر الوراق، عن أنس بن مالك قال: فذكره مرسل إسناده ضعيف.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مطر الوراق إلا عيسى الأزرق، ولا عن عيسى إلا عتاب بن محمد، تفرد به: داود بن حماد.
داود بن حماد ذكره ابن حبان في ثقاته وقال: كان صاحب حديث حافظًا يغرب وذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ونقل الذهبي في الميزان قول ابن القطان: حاله مجهولة. فتعقبه ابن حجر في لسان الميزان بقوله: قلت: بل هو ثقة فمن عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة.
وعتاب بن محمد ذكره ابن حبان في ثقاته وقال مستقيم الحديث وذكر البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وقال الذهبي ما أعرفه.
وعيسى بن يزيد الأزرق ذكره ابن حبان في ثقاته وذكر البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وقال البيلماني: فيه نظر. وقال ابن حجر: مقبول.
ومطر بن طهمان الوراق ذكره ابن حبان في ثقاته وقال يحيى بن سعيد وأحمد سيئ الحفظ وقال النسائي ليس بالقوي وروايته عن أنس مرسلة ذكر ذلك أبو زرعة والعجلي. فهذه الرواية منكرة.
٥: رواية ثابت البناني ورواه:
١): العقيلي في الضعفاء الكبير (٣/ ١٥٥) حدثنا عبدان بن أحمد المروزي قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا عمر بن حفص العبدي أبو حفص، عن ثابت، عن أنس قال: فذكره إسناده ضعيف جدًا.
عمر بن حفص العبدي ترجم له العقيلي فقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن أبي حفص العبدي، فقال: تركنا حديثه وحرقناه حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى قال: عمر بن حفص أبو حفص العبدي ليس بشيء حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: عمر بن حفص العبدي ليس بالقوي.
٢): العقيلي (٣/ ١٥٧) حدثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الثقفي قال: حدثنا عمر بن ذؤيب، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: فذكره إسناده ضعيف جدًا.
إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ذكره ابن حبان في ثقاته وقال الأزدي منكر الحديث وقال ابن أبي حاتم أدركته ولم أكتب عنه.
وترجم العقيلي لعمر بن ذؤيب فقال: عن ثابت مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولعله عمر بن حفص بن ذؤيب. وبقية رواته ثقات.
فرواية ثابت البناني منكرة.
٦: رواية معاوية بن قرة: رواه ابن عدي (٣/ ١٩٩) ثنا علي بن الجعد أخبرني سلام الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال: فذكره إسناده ضعيف جدًا.
قال ابن عدي: هذا الحديث ليس البلاء فيه من زيد العمي البلاء من الراوي عنه سلام الطويل ولعله أضعف منه.
وزيد بن الحواري العمي ضعيف قال ابن عدي هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.
وسلام بن سلم ويقال ابن سليم الطويل ضعفه شديد قال ابن معين ليس بشيئ وقال أحمد: منكر الحديث وقال النسائي: متروك. فهذه الرواية منكرة.
وأقوى طرق حديث أنس التي وقفت عليها مرسل أبي خالد محمد بن خالد الضبي ويحتمل أنَّها تعود إلى الطرق الضعيفة أمَّا رواية الوليد بن زوران فإضافة إلى ضعفها احتمال انقطاعها وبقية الروايات إمَّا عن مجهول أو مسلسلة بالضعفاء أو ضعفها شديد فالذي يظهر لي ضعف الحديث ومما يدل على نكارته لم يروه خاصة أنس ممن لازموا أنسًا وحفظوا حديثه والله أعلم.

<<  <   >  >>