للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نَامَ سَاجِدًا وُضُوءٌ حَتَّى يَضْطَجِعَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ»

الدليل السادس: ما يروى عن النبي «يعاد الوضوء من سبع … والنوم المضطجع» (١).

وجه الاستدلال: في هذه الأحاديث إيجاب الوضوء على من نام مضطجعًا دون غيره.

الرد: هذه الأحاديث ضعفها شديد فلا يقوي بعضها بعضًا.

الدليل السابع: ما يروى عن أبي هريرة عن النبي قوله: «مَنِ اسْتَحَقَّ النَّوْمَ؛ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ» (٢).


(١) حديث يعاد الوضوء من سبع: روي موصولًا ومعضلًا:
الموصول: رواه البيهقي في الخلافيات (٦٣٧) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن منصور المذكر حدثنا سهل بن عفان السجزي ثنا الجارود بن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ؛ قال: قال رسول الله : «يعاد الوضوء من سبع من إقطار البول والدم السائل والقيء ومن دسعة يُملأ بها الفم والنوم المضطجع وقهقهة الرجل في الصلاة ومن خروج الدم» وإسناده ضعيف جدًا.
قال البيهقي: سهل بن عفان مجهول والجارود بن يزيد ضعيف في الحديث ولا يصح هذا.
قال ابن حجر في الدراية (١/ ٣٣) إسناده واهٍ جدًا وقال الزيلعي في نصب الراية (١/ ٤٤) فيه سهل بن عفان. والجارود بن يزيد وهما ضعيفان.
المعضل: رواه أبو عبيد في الطهور ص: (٢٦٦) حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو عبيد قال: ثنا حجاج، عن زكريا بن سلام، عن عبيدة بن حسان، وحمزة بن دينار، يرويان الحديث إلى رسول الله أنَّه قال: «يُعَادُ الْوُضُوءُ مِنْ سَبْعٍ: مِنْ نقْطَان بَوْلٍ، أَوْ قَيْءٍ ذَارِعٍ، أَوْ دَمٍ سَائِلٍ، أَوْ نَوْمٍ مُضْطَجِعٍ، أَوْ دَسْعَةٍ يَمْلَأُ الْفَمَ، أَوْ قَهْقَهَةٍ فِي صَلَاةٍ، أَوْ حَدَثٍ» معضل إسناده ضعيف جدًا.
زكريا بن سلام ذكره ابن حبان في ثقاته وذكر من شيوخه عبيدة بن حسان.
وعبيدة بن حسان السنجاري يروي عن الحسن البصري قال أبو حاتم منكر الحديث وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
وحمزة بن دينار يروي عن الحسن. قال الذهبي لا أعرفه.
وحجاج هو ابن محمد المصيصي.
(٢) حديث أبي هريرة رواه:
١: البيهقي في الخلافيات (١/ ٢٥٦) أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي [الكامل (٣/ ١٢٩)] أنا الحسين بن إسماعيل القاضي ثنا عيسى بن أبي حرب الصفار ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا الربيع بن بدر عن عوف عن محمد عن أبي هريرة قال رسول الله «إِذا اسْتحق أحدكُم؛ فَاسْتحقَّ نومًا وَجبَ عَلَيْهِ الْوضُوء» وإسناده ضعيف جدًا.
قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن عوف غير الربيع ولا أعلم رواه عن الربيع غير يحيى بن أبي بكير.
والربيع بن بدر ضعفه شديد قال ابن معين: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: عامة رواياته لا يتابع عليها. فالحديث منكر والله أعلم.
عوف هو ابن أبي جميلة المعروف بالأعرابي ومحمد هو ابن سيرين.
تنبيهان:
الأول: في نسختي من الكامل الحسن بن إسماعيل والتصويب من الخلافيات.
الثاني: قوله: «إذا استحق» هكذا في نسختي من الكامل وفي الخلافيات «إذا استحد» ولفظ الموقوف «من استحق النوم؛ فقد وجب عليه الوضوء».
٢: البيهقي في الخلافيات (٣٨١) أخبرنا أبو بكر الحارثي أنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن علي الطوسي وأبو المظفر - حديث شعبة (٤٥) - حدثنا أبو الفضل العباس بن إبراهيم قالا ثنا أبو غسان مالك بن الخليل قال ثنا محمد بن عباد الهنائي قال ثنا شعبة عن الجريري عن خالد بن علاق قال ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة عن النبي قال: «مَنِ اسْتَحَقَّ النَّوْمَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ» رواته محتج بهم وهو شاذ.
العباس بن إبراهيم، القراطيسي وثقه الخطيب والذهبي وأبو غسان مالك بن الخليل البصري قال النسائي ومسلمة: لا بأس به. وذكره ابن حبان في ثقاته. ومحمد بن عباد الهنائي قال أبو حاتم وابن حجر صدوق. فرفع الحديث الهنائي أو من تحته ويأتي عن ابن الجعد عن شعبة به موقوفًا ووافقه على وقفه الثوري وشعبة وابن علية وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان الضبعي. فالصحيح وقفه على أبي هريرة .
قال البيهقي في الخلافيات لا يصح وقال في السنن (١/ ١١٩) روي ذلك مرفوعًا ولا يصح رفعه.
وقال الدارقطني في العلل (١٦٠٠) رواه محمد بن عباد الهنائي، عن شعبة، عن الجريري، عن خالد بن غلاق، عن أبي هريرة مرفوعًا. وخالفه عفان، وغيره فرووه، عن شعبة موقوفًا. وكذلك رواه هشيم، وسفيان الثوري، عن الجريري موقوفًا، وهو الصواب. وقال الألباني في الضعيفة (٩٥٤) شاذ لا يصح.
٣: سئل الدارقطني في علله (١٥٢١) عن حديث يروى عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، عن النبي : «وَجَبَ الْوُضُوءُ عَلَى كُلِّ نَائِمٍ إِلا مَنْ خَفَقَ بِرَأْسِهِ خَفْقَةً أَوْ خَفْقَتَيْنِ».
فقال: يروى عن يوسف بن يعقوب الضبعي، عن شعبة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة ، وإنَّما يروى هذا عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس من قوله.
وأثر ابن عباس إسناده ضعيف ويأتي.

<<  <   >  >>