للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الثاني: حديث أنس بن مالك

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله : «مَنْ صَلَّى عِشْرِينَ رَكْعَةً بَيْنَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ وَالْمَغْرِبِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَفِظَهُ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ وَدُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ» (١).

في الحديثين استحباب صلاة عشرين ركعة بعد المغرب وضعفهما شديد.

ومذهب الشافعية (٢) وقول لبعض المالكية (٣) استحباب عشرين ركعة بعد المغرب واستحب بعض الحنابلة صلاة أكثر من ست ركعات بعد المغرب (٤).

الترجيح: الذي ترجح لي أنَّه لم يصح عن النبي في راتبة المغرب إلا ركعتان والأحاديث التي فيها عدد معين للنفل بعد المغرب لم تصح وتقدم صحة التنفل بين المغرب والعشاء فالسنة صلاة ركعتين بعد المغرب ثم نفل مطلق والله أعلم.


(١) رواه الرافعي في أخبار قزوين (٤/ ٦٠) … ثنا أبو هدبة عن أنس بن مالك قال: فذكره: موضوع.
ترجم ابن حبان لأبي هدبة في المجروحين فقال: إبراهيم بن هدبة أبو هدبة شيخ يروي عن أنس بن مالك دجال من الدجاجلة وكان رقاصًا بالبصرة يدعى إلى الأعراس فيرقص فيها فلما كبر جعل يروي عن أنس ويضع عليه … فلا يحل لمسلم أن يكتب حديثه ولا يذكره إلا على وجه التعجب. وحكم على الحديث بالوضع الألباني في الضعيفة (٣٣٠٦).
(٢) قال أبو يحيى زكريا الأنصاري في أسنى المطالب (١/ ٢٠٦) (وصلاة الأوابين) وتسمى صلاة الغفلة لغفلة الناس عنها واشتغالهم بغيرها من عشاء ونوم وغيرهما (وهي عشرون ركعة بين المغرب، والعشاء).
وانظر: تحفة المحتاج (١/ ٢٦٩) وتحفة الحبيب (٢/ ٧٤) ومغني المحتاج (١/ ٣١٥) ونهاية المحتاج (٢/ ١٢٢).
(٣) انظر: شرح الرسالة لزروق (١/ ١٨٩) والفواكه الدواني (١/ ٣٠٥).
(٤) قال المرداوي في الإنصاف (٢/ ١٨٠) يستحب أن يصلي غير الرواتب: .. وأربعًا بعد المغرب، وقال المصنف [ابن قدامة]: ستًا، وقيل: أو أكثر. وانظر: الفروع (١/ ٥٤٦).

<<  <   >  >>