للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقمت إلى جنبه وجاء رجل آخر، فقام أيضًا حتى كنَّا رهطًا فلما حس النبي أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة، ثم دخل رحله، فصلى صلاة لا يصليها عندنا، قال: قلنا له: حين أصبحنا أفطنت لنا الليلة فقال: «نَعَمْ ذَاكَ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى الَّذِي صَنَعْتُ" (١).

الدليل السادس: عن أبي ذر قال: صمنا مع رسول الله رمضان، فلم يقم بنا شيئًا من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة، قال: فقال: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»، قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بقية الشهر» (٢).

الدليل السابع: عن النعمان بن بشير قال: «قمنا مع رسول الله ، ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، قال: وكنا ندعو السحور الفلاح» (٣).

وجه الاستدلال: صلى النبي التطوع جماعة بأصحابه قصدًا فدل على استحبابه (٤).

الرد: هذه الصلاة قيام رمضان ولم يختلف في صلاة قيام رمضان جماعة وإنَّما


(١) رواه مسلم (١١٠٤).
(٢) رواه أحمد (٢٠٩١٠) (٢٠٩٣٦) وأبو داود (١٣٧٥) والترمذي (٨٠٦) - وقال حسن صحيح - والنسائي (١٣٦٤) (١٦٠٥) وابن ماجه (١٣٢٧) وإسناده صحيح.
وانظر: قيام رمضان زمن النبوة والخلافة الراشدة (ص: ١٤).
(٣) رواه أحمد (١٧٩٣٥) والنسائي (١٦٠٦) وإسناده حسن.
وانظر: قيام رمضان زمن النبوة والخلافة الراشدة (ص: ١٧).
(٤) انظر: المحلى (٣/ ٣٩).

<<  <   >  >>