للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين الفذ والجماعة كصلاة الاثنين مثلًا (١).

الجواب: روي نص صريح بأنَّ الاثنين جماعة (٢).

الرد: يأتي أنَّه لا يصح.

الدليل الثاني: حديث أنَّ رجلًا جاء وقد صلى النبي : فقال: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ» (٣).


(١) انظر: طرح التثريب (٢/ ٢٩٦).
(٢) انظر: طرح التثريب (٢/ ٢٩٦).
(٣) جاء من:
١: حديث أبي سعيد الخدري . ٢: حديث سلمان . ٣: حديث أنس . ٤: حديث عصمة بن مالك الخطمي. ٥: حديث أبي أمامة .
الحديث الأول: حديث أبي سعيد الخدري : من رواية سليمان الأسود الناجي عن أبي المتوكل علي بن داود الناجي عن أبي سعيد الخدري ورواه عن سليمان الأسود الناجي:
١: وهيب بن خالد. ٢: سعيد بن أبي عروبة. ٣: علي بن عاصم.
أولًا: رواية وهيب بن خالد: رواه أحمد (١١٢١٩) والدارمي (١٣٧١) قالا أخبرنا عفان بن مسلم وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٤٦) حدثنا محمد بن إسماعيل [الصائغ]، قال: ثنا عفان وأبو داود (٥٧٤) حدثنا موسى بن إسماعيل، والحاكم (١/ ٢٠٩) حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي، بمرو، حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدثنا موسى بن إسماعيل والدارمي (١٣٧٠) أخبرنا سليمان بن حرب وابن الجارود في المنتقى (٣٣٠) حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا سليمان بن حرب وابن حبان (٢٣٩٨) أخبرنا عبد الله بن محمد بن مرة بالبصرة، ح (٢٣٩٧) أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة، قالا: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قالوا: حدثنا وهيب، حدثنا سليمان الأسود الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد ، أنَّ رجلًا جاء وقد صلى النبي فقال: فذكره وإسناده صحيح.
ورواه الطبراني في الأوسط (٢١٧٤) حدثنا أحمد قال: نا الحسين بن يونس بن مهران الزيات قال: نا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال: نا وهيب، عن خالد الحذاء، عن سليمان الأسود، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري أنَّ رجلًا جاء وقد صلى رسول الله فذكره ورواته ثقات.
قال الطبراني: لم يدخل بين وهيب وسليمان الأسود خالدًا الحذاء أحد ممن روى هذا الحديث عن وهيب إلا أحمد بن إسحاق الحضرمي.
شيخ الطبراني أحمد بن يحيى بن زهير التستري وأحمد بن إسحاق الحضرمي ثقتان وحسين بن يونس الزيات أيضًا ثقة وثقه الطحاوي في شرح المشكل فهذه الرواية شاذة تخالف رواية الجمهور عن وهيب عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل والله أعلم.
ثانيًا: رواية سعيد بن أبي عروبة: اختلف عليه فرواه:
١: ابن أبي شيبة (٢/ ٣٢٢) حدثنا عبدة بن سليمان والترمذي (٢٢٠) حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة وابن خزيمة (١٦٣٢) نا هارون بن إسحاق الهمداني، نا عبدة ح (١٦٣٢) ثنا بندار، نا عبد الأعلى وأحمد (١٠٦٣٦) حدثنا محمد بن أبي عدي وأبو يعلى (١٠٥٧) حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي وابن حبان (٢٣٩٩) أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا ابن أبي عدي وعبد بن حميد في المنتخب (٩٣٤) حدثنا محمد بن بشر العبدي وأحمد (١١٠١٦) حدثنا محمد بن جعفر يروونه عن سعيد بن أبي عروبة، عن سليمان الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد ، قال: فذكره وإسناده صحيح.
سعيد بن أبي عروبة ثقة مختلط لكن روى عنه الحديث عبدة بن سليمان وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وهما من أحفظ الناس لحديثه ورواية محمد بن إبراهيم بن أبي عدي عنه في الصحيحين ورواية محمد بن بشر عنه في مسلم. وسماع محمد بن جعفر منه بعد الاختلاط قاله ابن مهدي. وهناد هو ابن السرِي التميمي وبندار هو محمد بن بشار.
٢: قال الدارقطني في علله (١١/ ٣٤٨): رواه خالد بن عبد الله الواسطي، من رواية ابنه محمد، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد . وتابعه سعدويه عن عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، وكلاهما وهم.
سعدويه هو سعيد بن سليمان الضبي وهو ثقة وكذلك عباد بن العوام الكلابي.
٣: قال الدارقطني: الصحيح قول من قال:، عن سعيد، عن قتادة، عن سليمان الناجي.
ولم أقف على هذه الرواية في الأحاديث المسندة ولم يشر لرواية قتادة عن سليمان الناجي أهل العلم في كتب التخريج فإن لم يقع تصحيف في العلل فالذي يظهر لي أنَّ الحديث محفوظ من رواية سليمان الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد وهي رواية وهيب بن خالد والمحفوظ عن سعيد بن أبي عروبة عن سليمان الناجي وتابعهما علي بن عاصم في الرواية التالية:
ثالثًا: رواية علي بن عاصم: رواه أحمد (١١٣٩٩) حدثنا علي بن عاصم، أخبرنا سليمان الناجي، أخبرنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى رسول الله بأصحابه الظهر، قال: فدخل رجل من أصحابه ، فقال له النبي : «مَا حَبَسَكَ يَا فُلَانُ عَنِ الصَّلَاةِ؟» قال: فذكر شيئًا اعتل به، قال: فقام يصلي، فقال رسول الله : «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ» قال: فقام رجل من القوم فصلى معه» وإسناده حسن وفي متنه شذوذ.
علي بن عاصم بن صهيب الواسطي لخص حاله الحافظ ابن حجر فقال: صدوق يخطاء ويصر. فحفظ علي بن عاصم أصل الحديث وخالف الثقات فزاد تسمية الصلاة ومعاتبة النبي للرجل.
وحديث أبي سعيد الخدري حسنه الترمذي وصححه ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٤٨) وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن حجر في الفتح (٢/ ١٤٢).
تنبيه: قال الدارقطني في العلل (١١/ ٣٤٨) حدث معلى بن عباد، وكان ضعيفًا عن شعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري . فقتادة تابع سليمان الناجي وتقدم أنَّ المحفوظ عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري والله أعلم.
الحديث الثاني: حديث سلمان : رواه أبو عثمان عبد الرحمن بن مَلِّ النهدي واختلف عليه في وصله وإرساله:
أولًا: الموصول: رواه البزار (٢٥٣٨) - وعنه الطبراني في الكبير (٦/ ٣١٢) - حدثنا محمد بن أشرس، قال: أخبرنا أبو جابر محمد بن عبد الملك، قال: أخبرنا الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت، عن أبي عثمان، عن سلمان ، أنَّ رجلًا دخل المسجد والنبي قد صلى فقال: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ» وإسناده ضعيف جدًا.
محمد بن أشرس كناه البزار في موضع آخر بأبي كنانة. قال الذهبي: محمد بن أشرس، أبو كنانة السلمي له مناكير ليس بشيء.
وأبو جابر محمد بن عبد الملك ضعيف قال أبو حاتم أدركته وليس بقوي وذكره ابن حبان في الثقات.
والحسن بن أبي جعفر ضعفه شديد قال عمرو بن علي صدوق منكر الحديث كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه وقال إسحاق بن منصور ضعفه أحمد وقال البخاري منكر الحديث وقال الترمذي ضعفه يحيى بن سعيد وغيره وقال النسائي ضعيف وقال في موضع آخر متروك. وترك عبد الرحمن بن مهدي حديثه ثم حدث عنه وقال ابن عدي وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب وهو صدوق. وثابت هو البناني.
فرفع الحديث منكر والله أعلم.
ثانيًا: المرسل: رواه عبد الرزاق (٣٤٢٧) عن الثوري ح (٣٤٢٨) عن معمر، والثوري وابن أبي شيبة (٢/ ٣٢٢) حدثنا هشيم - وتابعهم زياد الجصاص - علل الدارقطني (١١/ ٣٤٨) وهو ضعيف - عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أنَّ النبي رأى رجلًا يصلي وحده فقال: «أَلَا أَحَدٌ يَحْتَسِبُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ؟» مرسل إسناده صحيح.
فالذي يترجح لي إرسال الحديث وهي رواية الثوري وهشيم ومعمر ورفعه منكر والخطأ من الحسن بن أبي جعفر أو من دونه والله أعلم.
وهشيم بن بشير صرح بسماعه من سليمان بن طرخان التيمي.
الحديث الثالث: حديث أنس : رواه الطبراني في الأوسط (٧٢٨٦) حدثنا محمد بن العباس الأخرم والدارقطني (١/ ٢٧٦) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قالا: نا عمر بن محمد بن الحسن، ثنا أبي، نا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس ، أنَّ رجلًا جاء وقد صلى النبي ، فقام يصلي وحده، فقال : «مَنْ يَتَّجِرُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ؟» وإسناده ضعيف جدًا.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي.
وعمر بن محمد بن الحسن المعروف بابن التل قال أبو حاتم محله الصدق وقال النسائي صدوق وقال الدارقطني ثقة وقال مسلمة صدوق ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال يعتبر بحديثه ما حدث من كتاب أبيه - وهذا منه - فإنَّ في روايته التي كان يرويها من حفظه بعض المناكير. وأبوه التل محمد بن الحسن بن الزبير قال أبو حاتم وابن معين شيخ وفي رواية عنه ليس بشيء وقال أبو داود صالح يكتب حديثه وقال يعقوب بن سفيان ضعيف وقال العقيلي لا يتابع على حديثه وقال ابن عدي له أحاديث أفراد وحدث عنه الثقات ولم أر بحديثه بأس. فتفرد ابن التل بالحديث يدل على نكارته والله أعلم.
الحديث الرابع: حديث عصمة بن مالك الخطمي : رواه الطبراني (١٧/ ١٧٨) حدثنا أحمد بن رشدين المصري، ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي، ثنا الفضل بن المختار، عن عبد الله بن موهب، عن عصمة قال: كان رسول الله قد صلى الظهر وقعد في المسجد إذ جاء رجل فدخل يصلي، فقال النبي : «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا يُصَلِّي مَعَهُ؟» وإسناده ضعيف جدًا.
أحمد بن رشدين ضعيف ترجم له ابن حجر في لسان الميزان فقال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر المصري قال ابن عدي كذبوه وأنكرت عليه أشياء … وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل سمعت منه بمصر ولم أحدث عنه لما تكلموا فيه وقال ابن يونس … كان من حفاظ الحديث وأهل الصنعة … وقال ابن عدي سمعت محمد بن سعد السعدي يقول سمعت أحمد بن شعيب النسائي يقول كان عندي أخو ميمون وعدة فدخل ابن رشدين يعني أبا جعفر فصفقوا به وقالوا له يا كذاب فقال لي ابن رشدين ألا ترى ما يقول هؤلاء فقال له أخو ميمون أليس أحمد بن صالح أمامك قال بلى فقال سمعت علي بن سهل يقول سمعت أحمد بن صالح يقول: إنَّك كذاب.
وخالد بن عبد السلام وثقه ابن يونس في تاريخه وقال أبو حاتم صالح الحديث.
وأبو سهل الفضل بن المختار، البصري ضعفه شديد قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، يحدث بالاباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جدًا وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة، عامتها لا يتابع عليها.
وترجم الحافظ في الإصابة (٢/ ٤٨٢) لعصمة بن مالك الخطمي فقال: له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما مدارها على الفضل بن مختار وهو ضعيف جدًا. فالحديث منكر.
الحديث الخامس: حديث أبي أمامة : أنَّ النبي رأى رجلًا يصلي فقال: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا يُصَلِّي مَعَهُ؟» فقام رجل فصلى معه فقال رسول الله : «هَذَانِ جَمَاعَةٌ» وهو حديث منكر يأتي قريبًا.

<<  <   >  >>