للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ إِلَيَّ نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِهَا وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ﴿يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر: ٤١]، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ إِلَى ﴿لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحج: ٦٥]، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا، وَإِنْ قَامَ فَصَلَّى صَلَّى فِي فَضَائِلَ» (١).


(١) الحديث مدارة على أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس عن جابر بن عبد الله ورواه عنه:
١: حجاج بن أبي عثمان الصواف. ٢: هشام الدستوائي. ٣: المغيرة بن مسلم. ٤: صالح بن رستم.
أولًا: رواية حجاج بن أبي عثمان الصواف: واختلف عليه فرواه:
١: البخاري في الأدب المفرد (١٢١٤) حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (٥١٤) حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يزيد بن زريع والنسائي في الكبرى (١٠٦٩١) أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أزهر بن القاسم، ثم ذكر كلمة معناها: حدثنا هشام يروونه عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال فذكره وإسناده صحيح.
يزيد بن زريع ثقة حافظ قال أحمد: إليه المنتهى فى التثبت بالبصرة. وقال ابن معين: أثبت شيوخ البصرة وقال بشر بن الحارث: كان متقنًا حافظًا ما أعلم أنَّي رأيت مثله ومثل صحة حديثه. وقال أبو حاتم: ثقة، إمام. وقال محمد بن سعد: كان ثقة حجة.
ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي وثقه أبو حاتم والنسائي وابن سعد وقال معاذ بن معاذ ما رأيت أحدًا أفضل منه وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم مرة لا يحتج به وبقية ورواته ثقات.
وهذه الرواية موقوفة ولها حكم الرفع والله أعلم.
٢: النسائي في الكبرى (١٠٦٩٠) أخبرنا الحسن بن أحمد، وابن حبان (٥٥٣٣) أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى وأبو يعلى (١٧٩١) قالوا: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، والطبراني في الدعاء (٢٢٠) حدثنا معاذ بن المثنى بن معاذ، ثنا علي بن عثمان اللاحقي، ومحمد بن نصر في مختصر قيام الليل ص: (٩٣) حدثنا محمد بن يحيى، ثنا حجاج بن منهال، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٦١) حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أبو بكر بن النعمان، ثنا أبو ربيعة زيد بن عوف قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن جابر، أنَّ رسول الله قال: فذكره ورواته ثقات وهي رواية شاذة.
أبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار على جلالة قدره له ما ينكر عليه قال ابن سعد: قالوا: ثقة كثير الحديث وربما حدث بالحديث المنكر وقال البيهقي في سننه حماد بن سلمة ساء حفظه في آخر عمره، فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه ويتجنبون ما يتفرد به عن قيس بن سعد خاصة وأمثاله وقال ابن حجر: ثقة عابد تغير حفظه بآخره.
وحجاج الصواف ثقة حافظ اختلف عليه فحماد بن سلمة رفع الحديث ويزيد بن زريع ومحمد بن إبراهيم بن عدي وهشام الدستوائي في رواية وقفوا الحديث على جابر وروايتهم أصح. قال أبو نعيم: غريب من حديث الحجاج.
٣: المستغفري في فضائل القرآن (١١٦٣) أخبرنا أبو علي الخياط حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز حدثنا أبو نصر الليث بن نصر النسفي حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبد الله بن محمد حدثني يحيى بن سعيد حدثنا حجاج بن أبي عثمان الصواف حدثنا أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله : «إذا دخل الرجل بيته أو آوى إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فقال الشيطان: افتح بشر وقال الملك: افتح بخير فإن ذكر الله ﷿ وحده طرد الملك الشيطان وبات بخلوة فإن تعار من الليل فقال: الحمد لله الذي ﴿يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ الحمد لله الذي ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ فإن خر من فراشه فمات مات شهيدًا وإن قام فصلى صلى في فضائل» وإسناده ضعيف.
شيخ المستغفري أبو علي الحسين بن محمد بن علي الخياط وشيخه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الفقيه الشافعي وشيخ شيخه أبو نصر الليث بن نصر النسفي لم أقف لهم على ترجمة والله أعلم وتقدم أنَّ المحفوظ من رواية حجاج بن أبي عثمان الصواف الوقف فهذه الرواية إن لم تكن شاذة فهي منكرة والله أعلم.
وعبد الله بن محمد هو ابن أبي شيبة.
ثانيًا: رواية هشام الدستوائي: رواه الحاكم (١/ ٥٤٨) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن سنان القزاز، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (١٢٩٤) أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ عبدوس بن الحسين، ثنا أبو حاتم الرازي، وقال (١٣٥٨) أخبرنا عبد الملك بن عبد الله الدشتي بنيسابور، ثنا أبو طاهر الزيادي، ثنا أبو طاهر: محمد بن الحسين البزاز، نا أبو قلابة الرقاشي قالوا: حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا هشام، الدستوائي، حدثنا أبو الزبير، عن جابر ، أنَّ رسول الله «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ، يَقُولُ الشَّيْطَانُ: افْتَحْ بِشَرٍّ، وَيَقُولُ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ ذَهَبَ الشَّيْطَانُ وَيَأْتِي الْمَلَكُ وَيَكْلَؤُهُ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ، يَقُولُ الشَّيْطَانُ افْتَحْ بِشَرٍّ، وَيَقُولُ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ، فَإِنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ إِلَيَّ نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِهَا وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُمْسِكُ ﴿يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ﴿يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: ٩]، فَإِنْ خرَّ مِنْ دَابَّةٍ مَاتَ شَهِيدًا، وَإِنْ قَامَ فَصَلَّى صَلَّى فِي الْفَضَائِلِ» ورواته محتج بهم.
معاذ بن فضالة قال أبو حاتم: ثقة صدوق وذكره ابن حبان في الثقات. وبقية رواته محتج بهم لكن تقدمت رواية هشام الدستوائي عن حجاج الصواف موقوفًا وهي أرجح فهذه الرواية شاذة والله أعلم.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
ثالثًا: رواية المغيرة بن مسلم: رواه النسائي في الكبرى (١٠٦٨٩) أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (٥١٥) حدثنا أبو خيثمة قالا حدثنا شَبَابة قال: حدثنا المغيرة بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر عن النبي قال: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، أَوْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ، وَيَقُولُ الشَّيْطَانُ: افْتَحْ بِشَرٍّ، فَإِنْ ذَكَرَ اللهَ طَرَدَ الْمَلَكُ الشَّيْطَانَ وَظَلَّ يَكْلَؤُهُ، فَإِذَا انْتَبَهَ مِنْ مَنَامِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ، وَيَقُولُ الشَّيْطَانُ: افْتَحْ بِشَرٍّ، فَإِنْ هُوَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ إِلَيَّ نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِهَا وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَإِنْ هُوَ خرَّ مِنْ فِرَاشِهِ فَمَاتَ كَانَ شَهِيدًا، وَإِنْ هُوَ قَامَ يُصَلِّي صَلَّى فِي فَضَائِلَ» ورواته محتج بهم.
المغيرة بن مسلم القسملي قال أحمد ما أرى به بأسًا وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين صالح وقال الغلابي عن ابن معين ثقة وقال أبو حاتم صالح الحديث صدوق وقال الدارقطني لا بأس به وقال أبو داود الطيالسي صدوق وذكره ابن حبان والعجلي في الثقات.
وشَبَابة بن سَوَّار الفزاري وثقه ابن معين وابن سعد وعثمان بن أبي شيبة وربما حدث من حفظه فأخطأ وإنَّما تركه أحمد وغيره للإرجاء قال ابن حجر ثقة حافظ له غرائب فرفع الحديث شاذ والله أعلم. وأبو خيثمة زهير بن حرب.
رابعًا: رواية صالح بن رستم: رواه الطبراني في الدعاء (٢٢١) حدثنا عبد الله بن ناجية وأحمد بن محمد بن الجهم السمري، قالا: حدثنا محمد بن مرداس الأنصاري، حدثنا يحيى بن كثير أبو النضر، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله : «إِذَا آوَى الإِنْسَانُ إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ فَيَقُولُ الْمَلَكُ اختِمْ بِخَيْرٍ وَيَقُولُ الشَّيْطَانُ اختِمْ بِشَرٍّ فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ ﷿ حَتَّى تَغلِبَهُ عَيْنُهُ طَرَدَ الْمَلَكُ الشَّيْطَانَ وَبَاتَ يَكْلَؤُهُ» وإسناده ضعيف.
أبو عامر الخزاز صالح بن رستم وثقه أبو داود الطيالسي وأبو داود السجستاني وأبو بكر البزار ومحمد بن وضاح وذكره ابن حبان في ثقاته وضعفه ابن معين وقال: أحمد صالح الحديث وقال العجلي جائز الحديث وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي قال أبو حاتم شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به وقال ابن عدي لا بأس به ولم أر حديثا منكرًا جدًا.
والذي يظهر لي ضعف هذه الرواية لمخالفتها رواية الوقف فهي رواية شاذة والله أعلم والمحفوظ موقوف على جابر وله حكم الرفع والله أعلم.

<<  <   >  >>