للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَيَأْتِينِي بِخَبَرِهِمْ». فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله أبويه فقال: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» (١).

وجه الاستدلال: فدَّى النبي بعض أصحابه بأبويه فدل على جوازه.

الرد من وجهين:

الأول: لم يختلف في جوازه للنبي .

الجواب: تقدم الأصل عدم الخصوصية.

الثاني: فدَّى النبي بأبويه لأنَّهما مشركان (٢).

الجواب: فدَّى بعض الصحابة النبي بآبائهم المؤمنين كأبي بكر وعبد الله بن عمرو (٣).

الدليل العاشر: قال عبد الله بن مسعود لعلقمة: «رتل فداك أبي وأمي» (٤).


(١) رواه البخاري (٣٧٢٠) ومسلم (٢٤١٦).
(٢) انظر: أعلام الحديث (٢/ ١٣٩٧) وبغية الرائد ص: (١٧٣).
(٣) انظر: شرح البخارى لابن بطال (٩/ ٣٤١) وبغية الرائد ص: (١٧٣).
(٤) الأثر مداره على إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود ورواه عن إبراهيم النخعي:
١: منصور بن المعتمر. ٢: سليمان بن مهران. ٣: مقسم بن مغيرة. ٤: حماد بن أبي سليمان.
الرواية الأولى: رواية منصور بن المعتمر: رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٦/ ١٤٩) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة أنَّه كان يقرأ على عبد الله وكان علقمة حسن الصوت - فقال لعلقمة: «رتل فداك أبي وأمي» وإسناده صحيح.
إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
الرواية الثانية: رواية سليمان بن مهران الأعمش: رواه البخاري في خلق أفعال العباد ص: (٦٩) حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو شهاب والعجلي في ثقاته ص: (٣٤٠) حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان وابن أبي خيثمة في تاريخه (٣٩٤٣) حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان والطبراني في الكبير (٩/ ١٤٠) حدثنا محمد بن النضر الأزدي، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة وابن أبي خيثمة في تاريخه (٣٩٤٦) حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة يروونه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال لي عبد الله : فقال لعلقمة: «اقرأ»، فقرأت، فقال: «رتل فداك أبي وأمي» ورواته ثقات.
محمد بن يزيد العجلي ضعيف وبقية رواته ثقات.
أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس نسب لجده. وأبو شهاب هو عبد ربه بن نافع. ومحمد بن يوسف هو الفريابي. وسفيان هو الثوري. ومعاوية بن عمرو هو الأزدي. وحسين بن علي هو الجعفي.
تنبيه: في رواية البخاري «وكان علقمة حسن الصوت» وفي رواية زائدة بن قدامة «فأعجبه صوتي».
الرواية الثالثة: رواية مغيرة بن مقسم: رواه ابن أبي شيبة (٢٣٥) ومحمد بن سعد في الطبقات الكبرى (٦/ ١٤٧) قال: أخبرنا الفضل بن دكين وابن أبي خيثمة في تاريخه (٣٩٤٥) حدثنا ابن الأصبهاني، قالوا: حدثنا أبو الأحوص ورواه سعيد بن منصور في تفسيره (٥٤) قال: نا هشيم وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ص: (١٥٧) حدثنا جرير، يروونه - أبو الأحوص سلام بن سليم وهشيم بن بشير وجرير بن عبد الحميد - عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قرأت على عبد الله ، فقال: «رتل فداك أبي وأمي، فإنَّه زين القرآن» ورواته ثقات.
لكن قال: أبو حاتم عن أحمد بن حنبل حديث مغيرة مدخول عامة ماروى عن إبراهيم إنَّما سمعه من حماد ومن يزيد بن الوليد والحارث العكلي وعبيدة وغيرهم. قال وجعل يضعف حديث مغيرة عن إبراهيم وحده.
ولم يصرح مغيره في الروايات السابقة بسماعه من إبراهيم النخعي.
وابن الأصبهاني هو محمد بن سعيد الملقب بحمدان.
تنبيه: في رواية سعيد بن منصور «وكان حسن الصوت» وفي رواية أبي عبيد: «قرأ علقمة على عبد الله، فكأنَّه عجل».
الرواية الرابعة: رواية حماد بن أبي سليمان: رواه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى (٦/ ١٥٠) والبزار (١٥٥٣) حدثنا محمد بن يحيى القطعي ومحمد بن نصر في مختصر قيام الليل ص: (١٢٠) حدثنا محمد بن يحيى وابن عدي في الكامل (٣/ ٣٦٦) ثنا محمد بن خلف بن المرزبان ثنا محمد بن سليمان قالوا: ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سعيد بن زربي ثنا حماد عن إبراهيم عن علقمة قال: «كنت رجلًا قد أعطاني الله حسن الصوت بالقرآن فكان عبد الله يستقريني ويقول: «اقرأ فداك أبي وأمي وإنِّي سمعت رسول الله يقول: «إِنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ يَزِينُ الْقُرْآنَ» وإسناده ضعيف جدًا.
سعيد بن زربي ضعفه شديد قال ابن معين: ليس بشيء وقال البخاري: عنده عجائب. وضعفه أبو داود. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: عنده عجائب من المناكير.
قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا سعيد بن زربي، وسعيد بن زربي هذا فليس بالقوي.
فتفرد سعيدُ بن زربي برفع: قوله: «إِنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ يَزِينُ الْقُرْآنَ» فهي زيادة منكرة والله أعلم.
تنبيهان:
الأول: في رواية محمد بن نصر: ثنا سعيد بن زربي، ثنا خالد، عن إبراهيم … فقوله: ثنا خالد تصحيف والله أعلم.
الثاني: في رواية البزار المرفوع فقط.

<<  <   >  >>