فتكلم أبو علي بشيء فقالو له: لا بد من زيارته، فقام ومعه أبو الحسين، وأبو العباس الدقاق، وأبو إسحاق الأبزراي، وأحمد بن طاهر وجماعتنا، فلما دخلنا على أبي أحمد قال لهم أبو أحمد: قد غبت عنكم سبع عشرة سنة، اذكروا بكل سنة منها حديثًا أستفيده، فاستعجل بعضهم فقال: عن شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سبعة يظلهم الله في ظله"، فقال أبو أحمد: حدثنا أبو أحمد بن عمير الدمشقي، ثنا أحمد بن موسى بن صاعد ثنا مؤمل بن إسماعيل عن شعبة، فقال السائل: عندنا عن عمرو بن مرزوق عالٍ، فقال أبو أحمد: عمرو بن مرزوق طريق غير معتمد، وقد أجبت في الحديث، فأخذ أبو علي يذكر الباب وكلنا سكوت حتى فرغ منه، ثم أخذوا جماعتهم يعيرون أبا أحمد بأنك لم تدخل مصر، فقال أبو أحمد: أنتم كلكم قد دخلتم مصر، اذكروا ما فاتني بمصر، فقال بعضهم: الليث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قصة الغار، فقال أبو أحمد: يا سبحان الله، حدثنا الكيس أبو بكر بن أبي داود ثنا عيسى بن حماد، ثم ذكر أبو علي أحاديث استفادها، فقلت: أنبأنا عن أبي العميس عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قصة الجساسة، فقال أبو أحمد: هذا نعم، هذا من غرر الحديث، وقد فاتني، فلما خرجنا قلت لأبي علي: ليس فيما ذكرتم أضيق من حديثي الذي ذكرته، ولم يذكره له فضحك، وقال: هو كما قلت يا أبا عبد الله، إنما أمسكت عنه لأن الحديث ليس عندي عن علان حدثنيه جعفر اَلمراغي عن علان، فإنه مما فاتني بمصر.
وقال الحاكم: قلت لأبي أحمد الحافظ: إن أبا عبد الله بن أبي ذهل