وقال أبو عبد الرحمن السُّلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند نوح بن نصر أمير خراسان، فقال للشيوخ: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان عليَّ خُلقان وأنا في آخر الناس، فقلت للوزير: أنا أحفظ الحديث، فقال: ها هنا فتىً من نيسابور يحفظه، قال: فخطوني على أصحاب الطيالسة، فرويت الحديث، فقال الأمير: مثل هذا لا يُضَيِّع، فولَاّني قضاء الشاش. وقال الخليلي في "الإرشاد": صاحب تصانيف عجيبة، صنف في الكنى سبعين جزءًا، وله من التصانيف غير ذلك، رضيها العلماء، سمع ابن خزيمة، والسراج، وبالعراق: البغوي، وابن أبي داود، وبالشام: أبا عروبة، وأصحاب هشام بن عمار وأقرانهم، سمعت عبد الله بن أبي زرعة الحافظ يثني عليه يخرجه في تصانيفه، توفي بعد السبعين وثلاثمائة، وحمل جعفر الصائغ إجازته لي ولجماعة. وقال رشيد الدين العطار في "نزهة الناظر": حافظ مشهور، وعالم مذكور، وصاحب رحلة وتصنيف وجمع وتأليف، وله كتاب "الأسماء والكنى" الذي لم يصنف في فنه مثله، رحل إلى العراق والحجاز، والشام، ومصر (١)، وغيرها من البلاد والنواحي.
وقال ابن عبد الهادي في "طبقاته": محدث خراسان الإِمام الحافظ الناقد، ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحفاظ في الطبقة السابعة. وقال الذهبي في "التذكرة": محدث خراسان الإِمام الحافظ الجهبذ. وقال في