للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أول خروجه إلى العراق، فسمع ببغداد، ومكة - حرسها الله -، والشام، ودخل مصر، فأقام بها سنين، وصنف "التاريخ" و"الشيوخ"، ثم التقينا ببخارى سنة إحدى وستين وثلاثمائة وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابور سنة أربع أو خمس وسبعين، ثم خرج إلى أصبهان، سمعت أبا علي الحافظ يقول: بنو مندة أعلام الحفاظ في الدنيا قديمًا وحديثًا، ثم قال: ألا ترون إلى قريحة أبي عبد الله، وما يشبه هذا الكلام. وسمعته - أيضًا - يذكر أبا عبد الله في شيءٍ جرى، فقال: أبو عبد الله من بيت الحديث والحفظ، وأحسن الثناء على سلفه وعليه رحمهم الله. وقال أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد الأصبهاني: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن مندة، وقد سمعته يقول: إذا وجدتَ في إسنادٍ زاهدًا؛ فاغسل يديك من ذلك الإسناد. وقال أبو العباس المستغفري: ما رأيت أحفظ من أبي عبد الله بن مندة. وقال أبو الشيخ الأصبهاني: حدثنا محمَّد بن إسحاق الجوال. وقال أبو بكر الباطرقاني: إمام الأئمة في الحديث، لقاه الله رضوانه، وأسكنه جناته. وقال - أيضًا - كما في "جزء الخلال": كتب إمام دهره، وحافظ وقته أبو أحمد العسال، إلى أبي عبد الله بن مندة - وهو بنيسابور - في حديث أشكل عليه استفهامًا، فأجابه بإيضاحه وبيان علله. وقال شيخ هراة أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه "ذم الكلام": أبو عبد الله ابن مندة سيد أهل زمانه. وذكر الخلال في "جزئه" عن أبي علي وليَّ بن عبد الله أنه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقلت: من الإِمام في الوقت؟ فقال: أبو عبد الله بن مندة، أبو عبد الله بن مندة، أبو عبد الله بن مندة، ثلاثًا. وقال عمر السِّمْتاني: جرى ذكر ابن مندة عند أبي نعيم الأصبهاني، فقال: كان جبلًا

<<  <  ج: ص:  >  >>