من الجبال. قال الذهبي: فهذا يقوله أبو نعيم مع الوحشة الشديدة التي بينه وبينه. وقال الحافظ ابن طاهر المقدسي في "مقدمة أطراف الغرائب والأفراد": سألت أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ -وما رأيت مثله- قلت له: أربعة من الحفاظ تعاصروا، أيهم أحفظ؟ قال: من؟ قلت: الدارقطني ببغداد، وعبد الغني بمصر، وأبو عبد الله بن مندة بأصبهان، وأبو عبد الله الحاكم بنيسابور، فسكت، فألححت عليه، فقال: ... وأما أبو عبد الله بن مندة فأكثرهم حديثًا مع معرفة تامة. وقال الخطيب: كان دينًا ثقة صالحًا. وقد ذكره أبو الوليد ابن الدبَّاغ، وكذا ابن المفضل في الطبقة الثامنة من الحفاظ، وقال الحاكم في "سؤالاته" للدارقطني: وسمعته -يعني الدارقطني- وذكر ابن مندة فقال: كان بمصر في كتاب شيخ -يعني حديثًا- لمحمد بن عبيد بن حساب، عن سفيان بن موسى، عن أيوب عن نافع، عن ابن عمر:"الشفاعة لمن مات بالمدينة" فكتب على حاشيته: إنما هو عن سفيان، عن موسى بن عقبة، وأيوب، وسفيان بن موسى، عن أيوب خطأ. قال ابن عساكر في "تاريخه": عد الدارقطني هذا من أوهام ابن مندة, لأن الصواب كما في الكتاب، وهذا من أيسر أوهامه، فإن له في "معرفة الصحابة" أوهامًا كثيرة. وقال أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخه": حافظ من أولاد المحدثين، كتب بالشام، ومصر، وخراسان، واختلط في آخر عمره؛ فحدث عن أبي أسيد، وابن أخي أبي زرعة، وابن الجارود، بعد أن سُمع منه أن له عنهم إجازة، وتخبط - أيضًا - في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالًا في المعتقدات لم يعرفوا بها، نسأل الله جميل الستر والصيانة برحمته. قال الذهبي في "النبلاء": قلت: لا نعبأ بقولك في