عن الأنشطة السياسية وقبضت على الزعماء، وظهر في مقدمة الحركة الوطنية فرحات عباس الذي تحول إلى فكرة قيام حكومة جزائرية مستقلة يمكن ارتباطها بفرنسا، ثم سرعان ماتقدم إلى السلطات الفرنسية والقيادة الأمريكية إلى المطالبة بدولة جزائرية مستقلة ورفض ذلك بالطبع، وبعد انتهاء الحرب وانتصر الحلفاء على ألمانيا سنة ١٩٤٥ م نظم الجزائريون مظاهرة بهذه المناسبة أحفظت المستوطنين ورجال الشرطة وأدت إلى معركة حامية أسفرت عن مذبحة قسنطينة التي اشترك فيها الطيران والبحرية في دك القرى الجزائرية، وبعد ذلك أخذت فرنسا في وضع حلول للمشكلة الجزائرية لم تغن شيئا، وظهرت حركة الانتصار للحريات على مسرح المجابهة للاستعمار ومن بين أعضائها أحمد بن بللا وأخذت في جمع الأسلحة، واختلف الزعماء الشبان مع رئيس حزب الشعب مصالي الحاج فأخرجهم منه فكانوا النواة للثورة الجزائرية.
وكانت بداية أمر الثورة عن طريق هذا الحزب الذي تأثر ممثلوه في القاهرة المشتركون في تأسيس لجنة المغرب العربي هناك بآراء أمير الريف عبد الكريم الخطابي المجاهد المغربي، والتي لاتؤمن بغير النضال المسلح وتم تشكيل تنظيم سري بدأ يمارس أعماله المسلحة، سنة ١٩٤٩ م بقيادة أحمد بن بللا الذي افتضح أمره وسجن، ولكنه تمكن من الفرار من السجن إلى القاهرة وانضم إلى بعض أعضائه المقيمين هناك سنة ١٩٥٢ م، واستطاعوا الحصول على تأييد مجلس قيادة الثورة المصري وقدم لهم الرئيس جمال عبدالناصر المساعدات المالية والسلاح، وتم تحديد موعد للقيام بالثورة أول نوفمبر سنة ١٩٥٤ م، وفيها نسق جيش التحرير حوالي ثلاثين هجوما في مختلف أنحاء الجزائر على المعسكرات الفرنسية ومراكز الشرطة وتوالت العمليات العسكرية، وحاولت فرنسا مجابهة الثورة بمسالك شتى، حتى أصبحت المسألة الجزائرية مثار انقسام شديد في الرأي الفرنسي، فبدأت المفاوضات مع أعضاء الجبهة، وعقد الاتفاقيات إلى أن أعلن الجنرال ديجول استقلال الجزائر في يوليو سنة ١٩٦٢ م، بعد اتفاقيات ايفيان (١).