للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيوب الإلبيري: رحل إلى المشرق وحج ولقي أبا الحسن القابسي بالقيروان. (١)

وقال في ترجمة أحمد بن سعيد بن دينال: ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة ولقي أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان فأخذ عنه مختصره في المدونة وغير ذلك من تواليفه. (٢)

وقال: ومن الغرباء القادمين من المشرق إلى الأندلس (٣) ... ويذكر من قدم من تاهرت وغيرها من بلاد المغرب.

وقال ابن الفرضي في ترجمة محمد بن وضاح: رحل إلى المشرق حاجا فروى بالقيروان تفسير القرآن ليحبى بن سلام. (٤)

ولاشك أن طريق الحج (٥) والرحلة للمشرق لابد من مروره بالمغرب وإفريقية، ولاشك أيضا أن أهل العلم الذين رحلوا لينهلوا من منابع العلم بالمشرق لن يفوتهم المرور على مراكز العلم المتاخمة لهم كالقيروان وغيرها.

ولأجل ذلك يعتبر كل من نص على حجه أو رحلته للمشرق من الأندلسيين وافدا على هذه البلاد وكذا كل من رحل من المشارقة للأندلس وافدا أيضا عليها.

كما يلاحظ أن من القادمين إلى المنطقة من هاجر إليها هجرة استيطان، وبعضهم زاد مقامه بها عن المدة التي نص عليها العلماء في تحديد أوطان العلماء.

قال المقري: إن جميع المؤرخين من أئمتنا السالفين والباقين دون محاشاة لأحد، بل قد تيقنا إجماعهم على ذلك، متفقون على أن ينسبوا الرجل إلى مكان هجرته التي استقر بها ولم يرحل عنها رحيل ترك لسكناها ... فمن هاجر إلينا من سائر البلاد فنحن أحق به ... ومن هاجر منا إلى غيرنا فلا حظ لنا فيه والمكان الذي اختاره أسعد به. (٦)

وقال ابن المبارك وغيره: من أقام في بلدة أربع سنين نسب إليها. (٧)

وقد اعتبر بعض العلماء أن الرحلة إلى بلد تسوغ نسبة العالم إليها. (٨)

وهذا أوان الشروع في المقصود وبالله التوفيق.


(١) الصلة ١/ ٥٣.
(٢) الصلة ١/ ٥٤.
(٣) الصلة ١/ ٨٦.
(٤) تاريخ العلماء بالأندلس ٢/ ٣٢.
(٥) وانظر أيضا في المرور على المغرب في رحلة الحج: الأعلام ٥/ ٢٩٧.
(٦) نفح الطيب ٣/ ١٦٤.
(٧) انظر تدريب الراوي ٢/ ٣٨٥.
(٨) انظر: نسخة وكيع عن الأعمش ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>