للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبناء على ماتقدم فجل القرآن الكريم قد فسره النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن خالف ذلك فقد أتي من قبل نظرته للنوع الأول من التفسير المروي عنه - صلى الله عليه وسلم - فقط، ولم يتنبه للنوع الثاني

والله أعلم.

وقد قال ابن تيمية رحمه الله: يجب أن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه (١).

وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ التفسير أصحابه الكرام.

قال أبو عبد الله الحاكم: إن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل حديث مسند، يعني به ما كان من سبب نزول ونحوه (٢).

وقد اعتمد الصحابة في تفسيرهم على أربعة مصادر: القرآن الكريم، النبي - صلى الله عليه وسلم -، الاجتهاد بمالديهم من لغة عربية وفهم ثاقب، أهل الكتاب، ولكل مجاله (٣).

وعن طريق الصحابة رضي الله عنهم: انتشر التفسير وظهرت مدرسة التفسير بالمأثور متمثلة أظهر ماتكون في حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، ثم غيره من مفسري الصحابة، مثل: عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وعلي بن أبي طالب، وبقية الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم (٤).

وتطورت مدرسة التفسير في عصر التابعين، فتولد منها مدارس حسب انتشار الصحابة في البلدان، فأشهر مدارس التفسير بالمأثور مدرسة التفسير بمكة، لأنهم أصحاب ابن عباس، كمجاهد وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة، وطاووس، وسعيد ابن جبير، ثم مدرسة التفسير بالمدينة، وقد أخذ أصحابها عن أبي بن كعب، واشتهر منهم أبو العالية، ومحمد بن كعب القرظي، وقد أخذ الأول عن أبي مباشرة، والثاني بواسطة، واشتهر من مفسري المدينة أيضا: زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب، ومدرسة التفسير بالعراق، وقد أخذ أصحابها عن ابن مسعود، واشتهر منهم: علقمة بن قيس، ومسروق، ومرة الهمداني، والشعبي، وقد أخذ الأخير عنه بواسطة، واشتهر منهم أيضا: الحسن البصري، وقتادة (٥).


(١) مقدمة في أصول التفسير ص: ٣٥.
(٢) انظر: معرفة علوم الحديث ص: ٢٠، الباعث الحثيث ص: ٣٩، تدريب الراوي ١/ ١٩٢ - ١٩٣.
(٣) انظر: التفسير والمفسرون ١/ ٣٧ - ٦٢.
(٤) انظر: مقدمة في أصول التفسير ص: ٩٣ - ٩٦، تفسير القرآن العظيم ١/ ١٢ - ١٣.
(٥) مقدمة في أصول التفسير ص: ١٥، الإتقان ٢/ ١٨٧ - ١٨٩، التفسير والمفسرون ١/ ١٠١ - ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>