للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شوالها فمكث بها سنة وحج. (١)

أخذ عن يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر بن الحسين بن عبد الوارث وغيرهم.

ارتحل للمشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة أو نحوها فحج وجاور ثلاثة أعوام ملازما لأبي ذر الهروي الحافظ، حج فيها أربع حجج وحمل عنه علماً كثيراً، وكان يسافر معه ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد فأقام فيها ثلاثة أعوام يدرس الفقه ويكتب الحديث ولقي فيها جلة من الفقهاء ودخل دمشق فسمع أبا قاسم بن الطبيز، وعلي بن موسى السمسار، والسكن بن ربيع الصيداوي، وأبا طالب عمر بن ابراهيم الزهري، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم عبدالله الأزهري، ومحمد بن عبد الله الصوري، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم وتفقه في بغداد بالقاضي أبي الطيب، والقاضي أبي عبد الله الحسين الصيمري وأبي العباس أحمد بن محمد بن عمروس المالكي، وأخذ الأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأقام بالموصل سنة على أبي جعفر السمناني وأخذ عنه العقليات، وبرع في الحديث وعلله، وفي الفقه وغوامضه وخلافه، وفي الكلام ومضايقه.

ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاماً بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف.

روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب، وأبو عمر ابن عبد البر، وهما أكبر منه، وأبو عبد الله الحميدي، وعلي بن عبد الله الصقلي، وأحمد بن علي بن غزلون، والحافظ أبو علي الصدفي، وولده الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد الزاهد، وأبو بكر الطرطوشي، وأبو علي ابن سهل السبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن أبي القاضي وسواهم.

قال القاضي عياض: آجر أبو الوليد نفسه لحراسة درب، وكان حين رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق، قال لي أصحابه: كان يأتينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه وهيئت الدنيا له، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته حتى مات عن علمٍ وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ويقبل جوائزهم، ولى القضاء بمواضع من الأندلس (٢).


(١) انظر نفح الطيب ٢/ ١٣٥.
(٢) المدارك ٤/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>