للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الأبار: أخذ عن مشيخة بلده، ومال إلى الآداب، وكتب لبعض الولاة، ثم رحل إلى المشرق حاجا، فأدى الفريضة ولم يعد بعدها إلى الأندلس

وسمع بقرطبة من الحافظ أبي القاسم خلف بن بشكوال، وغيره

وبإشبيلية من أبي بكر محمد بن خلف بن صاف اللخمي، وقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات السبع.

وسمع على قاضي مدينة فاس أبي محمد عبد الله التادلي وعلى القاضي أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة وعلى القاضي أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري، وعلى أبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الإشبيلي، وعلى عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني وعلى يونس بن أبي الحسن العباسي نزيل مكة، وعلى المكين بن شجاع بن زاهر بن رستم الأصبهاني إمام المقام، وعلي بن البرهان نصر بن أبي الفتوح بن علي وسالم بن رزق الله الأفريقي، ومحمد بن أبي الوليد بن أحمد بن شبل، وأبي عبد الله ابن عيشون

وأجازه جماعة كثيرة منهم الحافظ أبو القاسم ابن عساكر، وأبو الطاهر السلفي، وأبو الفرج ابن الجوزي.

وسمع بسبتة من أبي محمد بن عبيد الله، وذكر أنه لقي عبد الحق بن عبد الرحمن ببجاية.

وقدم إلى مصر وأقام بالحجاز مدة ودخل بغداد والموصل وبلاد الروم

قال ابن النجار: قدم بغداد في سنة ثمان وستمائة، وكان يومأ إليه بالفضل والمعرفة، والغالب عليه طريق أهل الحقيقة، وله قدم في الرياضة والمجاهدة، وكلام على لسان أهل التصوف، ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند جماعة من أهل هذا الشأن بدمشق، وبلاد الشام والحجاز، وله أصحاب وأتباع، ووقفت له على مجموع من تأليفه وقد ضمنه منامات رأى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما سمعه منه، ومنامات قد حدث بها عمن رآه - صلى الله عليه وسلم -، فكتب عني شيئاً من ذلك، وعلقت عنه منامين فحسب (١).

وقال ابن مسدي: وكان يلقب بالقشيري، لقب غلب عليه لما كان يشير من التصوف إليه، وكان جميل الجملة والتفصيل، محصلا لفنون العلم أخص


(١) المستفاد ص: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>