للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى الرغم من مرور المنطقة بعهد الأغالبة (١) الذي فشا فيه الاعتزال وصارت له صولة وجولة وامتحن فيه أهل السنة بسبب علماء المعتزلة إلا أنني لم أقف على تفسير مغربي يدعو إلى الاعتزال - إذا استثنينا مختصرات الكشاف (٢) التي لم نطلع عليها، أو من كان مثل العشاب ت ٧٣٠ هـ الذي جمع في تفسيره بين الكشاف وابن عطية ولم نطلع على كتابه أيضا - بل وقف المغاربة وقفة المنافح عن السنة ضد المعتزلة وقام بعضهم بالرد على الزمخشري وتتبع مخالفاته لأهل السنة ومنهم: عبد العزيز بن بزيزة ت ٦٦٢ هـ الذي جمع في كتابه البيان والتحصيل بين مشكلات الزمخشري وابن عطية، ومثل أبي علي السكوني ت ٧١٦ هـ ووالده أبي بكر ت ٦٤٦ هـ في كتابهما التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسيره للكتاب العزيز، وغيرهم.

على أن من المغاربة من اختصر الكشاف فأزال عنه الاعتزال مثل: محمد بن علي ابن العابد الفاسي ت ٦٦٢ هـ.

وقد قال السلاوي متحدثا عن نقاء عقيدة أهل المنطقة في الحقبة الأولى بالرغم من دخول الأهواء إليها:

فبعد أن طهرهم الله تعالى من نزعة الخارجية أولاً، والرافضة ثانيًا (وأضيف أنا والمعتزلة ثالثا) أقاموا على مذهب أهل السنة والجماعة مقلدين للجمهور من السلف، رضي الله عنهم في الإيمان بالمتشابه، وعدم التعرض له بالتأويل، مع التنزيه عن الظاهر، وهو - والله - أحسن المذاهب


(١) انظر ماتقدم في التمهيد عن ذلك العهد.
(٢) ينظر حكم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم على تفاسير المعتزلة لاسيما الكشاف في مقدمة في أصول التفسير ص: ٢٢، أعلام الموقعين ١/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>