للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمحمد بن الحسن، اختلفت الروايات في الذبيح من هو؟ فقال قوم إسحاق، وقال قوم إسماعيل، وقال محمد أصح الروايات عندنا إسماعيل لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم {فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} (١) فكيف يختبر إبراهيم بذبح إسحاق وقد أعلمه الله أنه سيولد له إسحاق ويولد لإسحاق يعقوب؟ وإنما الاختبار فيما لم يعرف عاقبته وهو إسماعيل (٢).

ورحل إلى المشرق أيضا جماعة كبيرة من المفسرين بالمنطقة ومنهم محمد بن سحنون ت ٢٥٦ هـ ومحمد بن سعيد الفاسي ت ٧٧٨ هـ

وممن دخل المدينة وسمع بها سليمان بن سالم أبو الربيع القطان ت ٢٨١ هـ، ومحمد ابن عرفة الورغمي ت ٨٠٣ هـ

وممن دخل الحجاز ودرس فيه من المتأخرين محمد عبد الحي الكتاني ت ١٣٨٢ هـ ومحمد تقي الدين الهلالي ت ١٤٠٧ هـ وغيرهما.

كما قدم من مكة إلى المنطقة عبد اللطيف بن أحمد بن علي الفاسي ت ٨٤٣ هـ.

وعلى الرغم من أن العراق لم تكن في طريق رحلة القرويين إلى الحرمين فقد تكونت صلات علمية بين الطرفين حيث قصد أهل القيروان مختلف مدن العراق، وخاصة بغداد والبصرة والكوفة، وأخذوا عن علمائها ومنهم من أقام بها. كما أن بعض أهل العراق قد قدموا إلى القيروان واستوطنوها وبثوا فيها العلم، ويضاف إلى هذا الإجازات المتبادلة بين أهالي الجهتين، والمصنفات التي أدخلها القرويون من العراق. (٣)

وممن دخل العراق من المفسرين بالمنطقة:

فمن المتقدمين عكرمة مولى ابن عباس ت ١٠٥ هـ دخل البصرة وغيرها.

ومن المتأخرين محمد تقي الدين الهلالي ت ١٤٠٧ هـ دخل البصرة أيضا.

ومن الإباضية دخلها إبراهيم بن محمد إطفيش الإباضي ت ١٣٨٥ هـ.

وممن قدم من العراق من المفسرين جماعة على رأسهم يحيى بن سلام البصري الذي استوطن القيروان وحدث فيها بتفسيره.

كما دخلها محمد بن يحيى بن سلام ت ٢٦٢ هـ الذي قدم مع أبيه صغيرا وأقام بالمنطقة.

ومن بغداد دخلها إمام أهل السنة أحمد بن حنبل


(١) هود ٧١.
(٢) المالكي المصدر السابق ١/ ١٧٨.
(٣) انظر مدرسة الحديث ١/ ٤٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>